#
جمعية حماية المشاهدين: دراما رمضان.. قليل من الإبداع كثير من الفهلوة

جمعية حماية المشاهدين: دراما رمضان.. قليل من الإبداع كثير من الفهلوة

كشف تقرير جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء أن شهر رمضان شهد منافسة شرسة بين قرابة 34 مسلسلا لم تزد الأفكار الجيدة منها عن 5 مسلسلات والبقية مكررة بها كثير من الفهلوة قليل من الإبداع وناقوس الخطر يدق لمن يهمه الأمر.. الإبداع في مصر بعافية والعواقب وخيمة.

قال الدكتور حسن علي أستاذ الإعلام بجامعة المنيا ورئيس الجمعية ان فريق العمل الذي ضم الدكاترة غادة حسام الدين وهند بداري وغادة سيف وأنور أبو الليل ويمنى عاطف اهتم لأول مرة هذا العام بمتابعة الإذاعات المصرية التي قدمت إبداعا حقيقيا وجذبت المستمع المصري وقد كان لإذاعات “الاف ام” دور مؤثر في استعادة المستمع من الفضائيات التي أصبحت هي المتحكم في الساحة الإعلامية المصرية بل الصانعة للذوق المصري من خلال ما تبثه ليل نهار عبر شاشات شبكاتها وفي سبيل الحصول على أكبر نسبة من إعلانات موسم رمضان تم التساهل في قواعد التعامل مع الإعلانات بل تم غض الطرف عن كثير من التجاوزات الأخلاقية والمهنية فمعظم الإعلانات لم تراع المعايير الأخلاقية ولم يكن هناك حرص على مراعاة الذوق العام لدرجة أن بعض الإعلانات تضمنت إيحاءات جنسية واستغلال للأطفال والمرأة بما يخالف الضوابط الإعلانية المعمول بها عالميا.

أوضح التقرير ان استنساخ أعمال سبق تقديمها من قبل مثل مسلسل “الكيف” و “ليالي الحلمية” دليل على نضوب الابتكار وضعف الإبداع الفني.

كما ان مشاهد العنف والبلطجة كان مبالغاً فيها فضلاً عن وجود حالة من “العك” الشديد في الأفكار البرامجية.

أشار إلى أنه تلاحظ غياب المسلسلات التاريخية والدينية اللهم إلا مسلسل تاريخي غير مصري هو سمرقند في حين تم تنفيذ بعض الأعمال التاريخية والدينية للأطفال هي حبيب الله عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والأزهر عن مؤسسة دينية عريقة هي الأزهر الشريف بمشاركة كبار الفنانين الأمر الذي يمثل إيجابية وسط سلبيات كثيرة.

قال إن الأعمال في مجملها استهلاكية ولا تعتمد على فن أو إبداع حقيقي بقدر ما هو استهلاكي.

كما تلاحظ ارتفاع نسبة التدخين بين أبطال الأعمال الدرامية خاصة بين السيدات بالإضافة إلى الأطفال والمراهقين مع ملاحظة انتشارها داخل المدارس وبين الشباب من الطبقات العليا وذلك في مسلسلات مثل الخانكة وسقوط حر وغيرهما بشكل مستفز ودون وضع أي علامة تشير إلى أن التدخين ضار بالصحة.

وجاء تناول الأمراض النفسية في أكثر من عمل درامي يعد نقطة تحسب لتلك الأعمال حيث إنها تعرف المشاهدين على طبيعة الأمراض النفسية وتشجع الجمهور على تقبل فكرة التعايش مع المرضى النفسيين والالتجاء إلى المتخصصين لتلقي العلاج النفسي دون خجل ودون التفكير في تقبل المجتمع لذلك.

قال الدكتور حسن علي إن التقرير تضمن ان شهر رمضان شهد إعلانات مستفزة تخاطب أصحاب الملايين والمليارات بالفيلات والكمبوندات والفيلات الثلاثيات الحدائق كما شهد إعلانات تبرعات تلح في الطلب والرجاء وإعلانات رمضان تعد خروجاً عن القواعد المهنية والأخلاقية وتجاوزات لم نشاهد لها مثيلا من قبل فقد حان الوقت لوضع ضوابط خاصة بالإعلانات ولا ننتظر أكثر من ذلك فوجود تشريعات وقوانين إعلامية تحمي المجتمع والمشاهد من أي ضرر يتلقاه عبر الشاشة. أو عبر وسيلة إعلامية ضرورة ملحة للحفاظ على المجتمع خصوصاً في الظروف التي نعيشها حالياً.

وأن الإعلان فقد الكثير من الإبداع والمتعة التي كان يتصف بها ودخل في حيز السخافة واستغلال المرأة والطفل بل وصل إلى استغلال المرض حتى يتم الحصول على تبرعات هذا غير الألفاظ الخارجة وما لا يليق بالذوق العام.

ولا توجد جهة رسمية تنظم صناعة الإعلان ولا قوانين خاصة بها والجمعية طرحت منذ عام مشروع قانون مقترح لتنظيم صناعة الإعلان وتضعه تحت تصرف من يهمه الأمر مساهمة منها في وقف الإنهيار وخصوصا الأخلاقي في صناعة الإعلان.

تناول التقرير أيضا عدداً من البرامج التي أطلق عليها برامج المقالب التي تحولت إلى نوع من “الهزار الثقيل السخيف” ومن هذه البرامج السخيفة: هاني في الأدغال وميني داعش ورامز يلعب بالنار.

أوضح التقرير ان الإذاعة هذا العام كانت أكثر حيوية ونشاطا وإبداعا حيث قدمت دراما نظيفة وبرامج ممتعة اتسمت باثارة البهجة والامتاع وقد بذلت جهودا كبيرة جعلت المستمع يعود إلى الراديو من جديد وقد منحت إذاعات “الاف أم” قبلة الحياة للراديو المصري بما فيها من إيقاع سريع وحيوية إلى جانب منافسة محترمة بين الشبكات الكبرى مثل البرنامج العام وصوت العرب والشرق الأوسط بينما كانت إذاعة القران الكريم لها مذاق خاص لطبيعة عملها واهتمامها باستعادة عمالقة التلاوة وتقديم تسجيلات نادرة لعبد الصمد والمنشاوي والحصري وغيرهم وكان الرابح الأول هو المستمع المصري.

والملاحظ من واقع ردود فعل المستمعين على السوشيال ميديا ومؤشرات المتابعة ورؤى النقاد أن الإذاعات الخاصة سحبت البساط من الإذاعات الحكومية ربما لقالبها السريع وأفكارها الجديدة وغلبة الطابع الكوميدي والأسلوب الرشيق الذي يفتقده المستمع على أغلب المحطات الرسمية وللأسف مساحة البرامج الدينية على الإذاعات الخاصة أكبر ومادتها أعمق مقارنة بنظيرتها الحكومية في المحطات والبرامج التي تمت متابعتها.

 

2016-07-15