#
“ثروت عكاشة في ذكراه”.. مذكرات السياسة والثقافة تكشف عن أسرار نجاحه

“ثروت عكاشة في ذكراه”.. مذكرات السياسة والثقافة تكشف عن أسرار نجاحه

شخصية مصرية فريدة، ورجل دولة من العيار الثقيل، هو أشهر وزير ثقافة في تاريخ مصر الحديث، ولم تكن محطته في إدارة الثقافة المصرية محطة يمكن تجاوزها، صنع الدكتور ثروت عكاشة تجربة مفصلية في التاريخ الحديث لمصر دون أدني مبالغة، وأعاد تشكيل السياسات الثقافية المصرية بما يليق لأن يحمل أحلام المواطن المصري بعد قيام ثورة 23 يوليو.

تزامنا مع انطلاق الاحتفال بمئوية ميلاده، وفي الذكرى التاسعة لرحيله التي توافق اليوم السبت، تستعيد “بوابة الأهرام” محطات في رحلة المجد لصاحب المشروع رفيع المستوى، الذي مازال الكثير يتفقون تماما على فرادته، ونجاح أفكاره النيرة والمتنوعة التي فتحت وتفتح طرقا جديدة لمستقبل الثقافة المصرية.

ولد ثروت عكاشة في القاهرة في 18 فبراير 1921م، تخرج من الكلية الحربية عام 1939، ودرس في كلية أركان الحرب من 1945 إلى 1948.

صاحب التجربة الفريدة واصل مسيرته التعليمية بعدها وحصل على دبلوم الصحافة من كلية الآداب، جامعة فؤاد الأول (القاهرة) عام 1951، في الوقت الذي كانت فيه روائح النصر للشعب المصري تفوح مع اقتراب 23 يوليو 1952م.

واصل الدكتور ثروت عكاشة مسيرته، وقام بتعزيز مشروعه الثقافي بالحصول على درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون بباريس عام 1960م.

ترأس تحرير مجلة «التحرير» خلال عامي 1952و 1953، ثم انتقل إلى بون للعمل كملحق عسكري بالسفارة المصرية، ومنها إلى باريس ومدريد في الفترة من 1953 إلى 1956.

أصبح ثروت عكاشة سفيرًا لمصر في روما عام 1957، وعين وزيرًا للثقافة والإرشاد القومي بعدها بعامفي 1958م، وفي هذا العام تحديدا بدأ كل شئ.

عظمة مشروع الدكتور عكاشة، بدأت تجني ثمارها في هذا العام مع توليه دفة إدارة الثقافة المصرية، ليكشف الراحل الكبير عن نهر من العطاء تدفق في كل ربوع مصر، مغزولا بعبق الفكر المصري والروح الخالدة لهذه البلد.

شغل “عكاشة” المنصب لمدة 5 سنوات حتي عام 1962، ويجد القارئ الكثير من روافد مشروعه لإدارة الثقافة المصرية، في كتاب «مذكراتي في السياسة والثقافة»، والذي تعرض فيه الدكتور عكاشة لتشريح مصر على المستوى الاجتماعي، متعرضا لروافدنا الفنية والثقافية والحضارية.

تحمل كتابات الدكتور عكاشة زخما كبيرا من الجماليات يمتد للفنون الموسيقية و الأساطير الرومانية، وتجد أيضا فيها حكاياته الممتعة عن جولاته الخارجية ورؤيته لأوروبا ومدينتي باريس و روما من الزوايا الاجتماعية والثقافية.
توج الدكتور عكاشة بالجائزة الأولى في مسابقة فاروق العسكرية، ووسام الفنون والآداب الفرنسى عام 1965، ووسام اللجيون دونير(وسام جوقه الشرف) الفرنسى بدرجة كوماندورعام 1968، والميدالية الفضية لليونسكو تتويجا لإنقاذ معبدي أبوسمبل وآثار النوبة عام 1968، والميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده في إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة بعدها بعامين، في 1970م، ثم حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة في عام 1987، ودرجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1995.

2021-02-27