تواصل المحادثات النووية بين أمريكا و إيران
تكثفت يوم الثلاثاء الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق سياسي بشأن برنامج إيران النووي قبل نهاية الشهر الحالي إذ استؤنفت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران فيما حذر مسؤولون غربيون من أن قضايا شائكة مازالت دون حل.
وقال مسؤول أمريكي كبير يوم الثلاثاء إن إيران والقوى العالمية الكبرى حققت تقدما في تحديد خيارات فنية قد تشكل أساس اتفاق نووي طويل الأجل لكن لا تزال هناك قضايا صعبة يجب تناولها.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه للصحفيين “حققنا حتما تقدما فيما يتعلق بتحديد الخيارات الفنية في كل المجالات الرئيسية. لا مجال للالتفاف حولها. لكن وفي هذا الإطار لا تزال أمامنا قضايا صعبة يتعين التعامل معها.”
وأشار إلى أن أي اتفاق إطار يمكن التوصل إليه هذا الأسبوع يجب أن يتضمن تفاصيل مهمة بما في ذلك الأرقام.
وقال “إذا تم التوصل لاتفاق.. لا أرى أنه سيكون له معنى دون أن يتضمن أبعادا تتعلق بالكم.”
وبدأ وفدا التفاوض الأمريكي والإيراني برئاسة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف جولة أخرى من المحادثات في مدينة لوزان السويسرية بعدما عاد الإيرانيون ليل الاثنين من بروكسل حيث اجتمعوا بوزراء خارجية أوروبيين.
ومن المتوقع أن ينضم مسؤولون أوروبيون كبار إلى المحادثات في لوزان يوم الثلاثاء ومن المحتمل أن ينضم إليهم وزراء الخارجية في نهاية الأسبوع إذا أحرزت المحادثات تقدما.
وبسؤاله عن الالتزام بالمهلة التي تنتهي في مارس آذار للتوصل إلى اتفاق إطار بين إيران والقوى العالمية الست قال دبلوماسي غربي “لم نصل إلى هذا بعد.”
وتجري الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين المحادثات مع إيران.
وقال مسؤول أمريكي كبير بعد عدة ساعات من المحادثات يوم الاثنين إن إيران أمامها خيارات “صعبة”.
وأضاف “لا يزال أمام إيران اتخاذ خيارات صعبة وضرورية للغاية لتهدئة المخاوف القوية بشأن برنامجها النووي.”
وفي تصريحات للصحفيين في بروكسل في وقت متأخر يوم الاثنين قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه تم إحراز قدر من التقدم لكن “نقاطا مهمة” مازالت دون حل. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق “بأي ثمن”.
ومع اقتراب الاحتفال بالسنة الإيرانية الجديدة مطلع هذا الأسبوع يقول مسؤولون قريبون من المحادثات إنه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق سياسي هذا الأسبوع. وإذا لم يحدث هذا قبل مطلع الأسبوع فمن الممكن استئناف المحادثات في الأيام الأخيرة من الشهر.
وقال ظريف إن كل الأطراف بحاجة إلى مواصلة التفاوض هذا الأسبوع لبحث ما يمكن تحقيقه.
وقال لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية “اقتربنا من الحل في بعض القضايا واستنادا إلى هذا يمكننا القول إن الحلول في متناول أيدينا. وفي نفس الوقت لازلنا بعيدين في بعض القضايا.”
وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه للوكالة إن بلاده مستعدة لزيادة صادراتها من النفط بما يصل إلى مليون برميل يوميا إذا رفعت العقوبات عنها وإن هذا لن يؤثر على أسعار النفط الخام.
وشكك مسؤول إيراني كبير في التوصل لاتفاق هذا الأسبوع في ظل وجود فجوات بشأن قضايا مهمة لكنه قال إن مناخ المحادثات جيد.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني للصحفيين في بروكسل إن المحادثات كانت مفيدة.
لكن مصدرا دبلوماسيا أوروبيا قال إن فجوات كبيرة لا تزال قائمة وإنه من غير الواضح إن كانت ستحل خلال الأيام المقبلة.
وقال المصدر بعدما التقى ظريف بنظرائه في فرنسا وألمانيا وبريطانيا “كانت المحادثات طويلة وعميقة لكنها لم تمكننا من تضييق خلافاتنا.”
ويقول الغرب إن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي لكن طهران تنفي هذا وتقول إن أغراض أبحاثها سلمية بحتة.
المصدر: وكالات