#
تواصل الفرز بتونس واحتجاجات على استباق النتائج

تواصل الفرز بتونس واحتجاجات على استباق النتائج

يتواصل في تونس فرز أصوات جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس بين الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس ومنصف المرزوقي الرئيس الحالي. وفي انتظار الإعلان الرسمي للنتائج اليوم، تواصل الجدل بين حملتي المرشحين بشأن صحة النتائج الأولية التي وضعت قائد السبسي في المقدمة.

وفور انتهاء الاقتراع مساء أمس، سارع محسن مرزوق مدير الحملة الانتخابية لقائد السبسي إلى إعلان فوز مرشحهم، قائلا في تصريحات للصحافيين “بعد غلق مكاتب الاقتراع، المؤشرات التي لدينا تفيد بفوز مرشحنا”.

في المقابل، قال عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية للمرزوقي في مؤتمر صحفي، إنه “لا أساس لما صرح به مسؤول حملة قائد السبسي من أن هناك فوزا واضحا” للأخير، وأضاف “قد يحتسب الفارق بين الرجلين بآلاف الأصوات، وليس بعشرات أو مئات الآلاف من الأصوات”.

وتنديدا بتصريحات مرزوق، قال منصر في تصريح تلفزيوني “إعلان (نداء تونس) الفوز فيه خرق للقانون الانتخابي وللسلم الأهلي، نحن متمسكون بالنتائج التي ستعلن عنها هيئة الانتخابات”.

وأمام الآلاف من أنصاره الذين أقاموا احتفالات قبالة مقر الحملة الانتخابية للحزب بالعاصمة تونس، قال قائد السبسي “في انتظار النتائج النهائية التي لم تعلن بعد، لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر إلى كل من ساندنا”.
من جهته، تحدث المرزوقي عن مؤشرات إلى فوزه. وقال لأنصاره الذين تجمعوا أمام المقر العام لحملته في العاصمة تونس “أرفض التعليق، رغم كل المعطيات والمعلومات التي تفيد بأننا فائزون”. وأضاف “سأحترم القانون وسأحترم الهيئات المستقلة التي يحق لها وحدها إعلان النتائج”.

في السياق، قال رئيس هيئة الانتخابات شفيق صرصار إنه سيتم التعامل بكل حزم مع جميع أنواع التجاوزات، وإن الهيئة ستبذل ما في وسعها لإعلان النتائج اليوم. وأشارت الهيئة إلى أن نسبة المشاركة في جولة الإعادة بالداخل بلغت نحو 60%، في حين بلغت في الخارج نحو 27%.

وتعليقا على العملية الانتخابية، اعتبر زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي أن حصول أحد المتنافسين المتوقع على أقل من 50% من الأصوات بقليل والآخر أكثر بقليل من 50%، يعتبر “فوزا حقيقيا لتونس، حري بنا أن نفتخر به ونرفع رؤوسنا لأننا دخلنا العالم الحديث”.

وقال بتصريحات تلفزيونية أمس إن هناك استطلاعات رأي تشير إلى أن هناك اتجاها لفوز قائد السبسي، “وهو ما يمكن أن يكون صحيحا لكن ينبغي انتظار نتيجة هيئة الانتخابات، وفي جميع الأحوال يجب أن لا نرتكب ما يخدش صورة تونس الجميلة بالتشكيك في نتائج الانتخابات”.

وكانت تصريحات الغنوشي تصب في خانة تهدئة الأجواء بعد أن أثارت تصريحات مرزوق استياء بعض أنصار المرزوقي، خاصة في جنوب البلاد حيث تتركز شعبيته.

وتجمع عدد من المحتجين في مدينة الحامة التابعة لمحافظة قابس جنوب البلاد للتعبير عن رفضهم لما اعتبروه استباقا للنتائج الرسمية ولنتائج سبر الآراء التي تم الإعلان عنها في بعض القنوات التلفزية، رافعين شعارات “الشعب يريد ثورة من جديد”، و”الشعب يرفض نتائج الانتخابات”
وتدخلت قوات الأمن للسيطرة على الأوضاع واستعملت الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مركز الشرطة وهشموا محتوياته، كما أضرموا النار في العجلات المطاطية أمام مبناه.

يذكر أن قائد السبسي والمرزوقي تأهلا إلى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على 39.46% و33.43% من إجمالي أصوات الناخبين خلال الدورة الأولى التي جرت في 23 نوفمبر الماضي.

وهذه أول مرة تجرى فيها انتخابات رئاسة بطريقة ديمقراطية وحرة في تونس التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 رئيسان، هما: الحبيب بورقيبة (1956-1987)، ثم زين العابدين بن علي (1987-2011).

 

 

المصدر:  وكالات

2014-12-22