تعاون مصري – صيني لبناء قمر صناعي جديد.. تعرف على أهم فوائده
استمرارًا للتعاون المثمر بين البلدين، بدأت مصر والصين، اتخاذ إجراءت تنفيذية، لإنشاء القمر الصناعي المصري – الصيني “سات 2″، خلال الزيارة التي يقوم بها هذه الأيام الرئيس عبد الفتاح السيسي لبكين.
فقد شهد الرئيس السيسي، اليوم السبت، مراسم التوقيع على العديد من الاتفاقيات مع الجانب الصيني بحضور الرئيس الصيني، شي جين بينج، منها منحة لتنفيذ مشروع إنشاء القمر الصناعي مصر سات-2 لتطبيقات الاستشعار عن بعد.
توقيع الاتفاقية:
وقعت مصر والصين، في 13 أغسطس الماضي، منحة لتنفيذ مشروع إنشاء القمر الصناعي مصر سات-2 لتطبيقات الاستشعار عن بعد بقيمة 45 مليون دولار، بحضور الدكتور سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي والدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسفير الصيني بمصر.
يأتي المشروع الخاص بإنشاء القمر الصناعي المصري – الصيني، في إطار الاهتمام من قبل القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتوطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية، والاستفادة من الخبرات الدولية والاحتكاك بدول العالم، ومنها الصين، لما تملكه من خبرات كبيرة في هذا المجال، لكونها تعد من أكبر الدول الشرقية في التعامل مع هذا المجال.
الهدف من المشروع:
يهدف المشروع، إلى نقل التكنولوجيا الصينية في مجال الأقمار الصناعية لخدمة أغراض المشروعات البحثية والاستشعار عن بعد، مع أهمية التعاون في مجال تكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد مع الصين والاستفادة من الخبرات الصينية، ليتواكب ذلك مع إنشاء وكالة الفضاء المصرية والتي ستجعل من مصر مركزًا إقليميًا وعربيًا.
وتعد الصين، وفقًا للعلاقات التاريخية، واحدة من أقرب الشركاء لمصر، في العديد من المجالات.. ويمثل المشروع خطوة مهمة فى مجال البحث العلمى، حيث يشمل تدريب عدد من الكوادر المصرية فى الصين على الاستشعار عن بعد، وعمل مركز لتجميع الأقمار الصناعية فى مدينة الفضاء المصرية.
نقلة نوعية كبيرة:
الدكتور حسين الشافعي، مستشار وكالة الفضاء الروسية بمصر، اعتبر المشروع الفضائي، “سات 2″، نقلة نوعية كبيرة، لمصر بهذا المجال، موضحًا أنه يأتي في إطار التوجه الذي انتهجه الرئيس السيسي، منذ توليه مقاليد الحكم في مصر، وهو الانفتاح على كل دول العالم.
مستشار وكالة الفضاء الروسية، أكد أيضًا أن ما تم توقيعه من اتفاقيات خلال زيارة الرئيس السيسي لبكين، من ضمنها منحة التعاون الفضائي، نتيجة تعاون كبير وعلاقات جيدة بين البلدين، مشيرًا إلى أن الصين من قائمة الدول الشرقية، في التعامل بهذا المجال، وسيكون له الأثر الأكبر خلال السنوات المقبلة على مصر.
كما عدد الشافعي، أهمية إنشاء هذا القمر، بخدمة أغراض البحث العلمي، والدفعة القوية للأعمال العلمية والتصنيعية، والاتجاه لتكنولوجيا الفضاء، بالتعاون مع جميع الدول وليس أوروبا فقط، مع إنشاء قاعدة علمية وصناعية تسمح بالقيام باختبار مكونات الأقمار الصناعية وتجميعها وبرمجتها وإطلاقها.
فوائد القمر الصناعي:
من جانبه، ثمن الدكتور علاء النهري، نائب مدير مركز الأمم المتحدة الإقليمي لعلوم الفضاء، مشروع القمر الصناعي المصري – الصيني ” سات 2″، مشددًا على أهميته في إنشاء أقمار متعددة الأغراض، منها الحفاظ على الأمن القومي المصري، ومراقبة الحدود ومراقبة تسلل العناصر الإرهابية، وتتبع البؤر والعناصر الإرهابية.
وأشار النهري، إلى أن هناك فوائد كبيرة ستعم على الدولة، خلاف عملية الأمن القومي، هي الأمن المائي، ومنابع النيل وتتبع منابعه، والتعرف على الموارد الطبيعية، أنواع المعادن والصخور، باستخدام أفضل التقنيات، وكذلك التعامل في المجالات الزراعية.
وعن اختيار الصين، والتعاون في المجال الفضائي، أكد النهري، أن الصين من الدول الشرقية وتسمح بالمشاركة في التصنيع، دون الاحتفاظ بالأسرار مثل دول أوروبا، وستسمح لمصر بالمشاركة في تصنيع القمر، مبينًا أن هناك مكاسب كثيرة من هذا التعاون، خاصة في مجال الفضاء وكذلك توطين تكنولوجيا الفضاء بالدولة، بخلاف العلاقات الطيبة والجيدة من سنوات بعيدة مع الصين.