#
تزامنا مع مبادرة الرئيس السيسي “100 مليون صحة”.. الجيل الثالث للقضاء على “فيروس سي” بشرى جديدة لمرضى الكبد

تزامنا مع مبادرة الرئيس السيسي “100 مليون صحة”.. الجيل الثالث للقضاء على “فيروس سي” بشرى جديدة لمرضى الكبد

يمثل التعافي من التهاب الكبد الوبائي “فيروس سي”، ولادة جديدة لمئات الآلاف من الأسر المصرية، فبعد سنوات من القلق والزيارات المستمرة لعيادات الأطباء ومراكز التحاليل، باتوا الآن قادرين على العودة إلى الحياة الطبيعية، وانتهت واحدة من أبرز أنواع المعاناة لمئات الآلاف من الأسر.

حققت مصر نجاحًا كبيرًا في علاج مرض التهاب الكبد الوبائي فيروس سي، وبحسب الأرقام المقدمة من وزارة الصحة، فقد تم علاج 2 مليون مريض خلال 3 أعوام، في إطار جهود الدولة وخطتها الطموحة للقضاء على مرض الالتهاب الكبدي الوبائي”فيروس سى”، تنفيذًا لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأعلن المعهد القومي للكبد على هامش المؤتمر السنوي العاشر له، أن هناك أجيالًا جديدة من أدوية علاج فيروس “سي”، تستطيع علاج الحالات التي لا تعالجها الأدوية الحالية، وهناك أيضا مفاوضات جارية الآن لشراء تلك الأدوية بأسعار أقل وتوفيرها في مصر خلال شهور قليلة.

كما أن الأدوية الجديدة لا تتعامل على أساس النوع الجيني للفيروس، وتستطيع علاج مرضى التليف الكبدي غير المتكافئ، بالإضافة إلى علاج المرضى الذين تلقوا العلاج وحدثت لهم حالات ارتداد للفيروس، ونسبتهم تصل من 1 لـ 2% من المرضى الذين تلقوه، وحول التهاب الكبدي الوبائي فيروس “بي”، فهناك أدوية في مرحلة التجارب السريرية الآن للتعامل مع الفيروس مباشرة والقضاء عليه، مشيرًا إلى أن الأدوية الحالية فهي فقط تحاول السيطرة على الفيروس.

 في هذه السطور آراء الخبراء والمختصين بهذا الشأن:

إشادة عالمية

البداية مع الدكتورة مايسة شوقي، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب جامعة القاهرة، ونائب وزير الصحة والسكان سابقًا إذ تقول: بشأن إعلان المعهد القومي للكبد عن أجيال جديدة من أدوية علاج فيروس “سي”، تستطيع علاج الحالات التي لا تعالجها الأدوية الحالية، وبالأخص علاج مرضي التليف الكبدي غير المتكافئ، فإننا نشهد نقطة التحول التاريخية الثانية في علاج فيروس سي في مصر، مشيرة إلى مراجعة جهود الخبراء في 15 عامًا، حيث إن إنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية في عام 2006 كان منصة الانطلاق للسيطرة علي المرض في مصر، ولكن دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي لهذا الملف كان السبب الأساسي في نجاح اللجنة القومية، وقوة تنفيذ قراراتها من خلال وزارة الصحة والسكان.

وتشير مايسة شوقي، إلى أن نقطة التحول التاريخية الأولي هي نجاح مصر في علاج 2 مليون مواطن في أربع سنوات بداية من 2014، فهذا الانتصار الطبي أشادت به منظمة الصحة العالمية، وأن الوصول إلي هذه المعدلات الفارقة استند على رافدين مهمين، هما المنهجية العلمية والتفكير الجمعي لأساتذة أمراض الكبد والجهاز الهضمي المصريين وأساتذة الصحة العامة، وكذلك دعم منظمة الصحة العالمية، مضيفة، وبجهود هذه المرحلة التي تميزت بخفض سعر الدواء المستورد من 90.000 دولار إلي 900 جنيه مصري، وتوفيره بالمجان، ثم تلا ذلك تصنيع الدواء محليًا في عشرين مصنع بأيدي مصرية.

وأكدت أيضا، أن نجاح هذه المرحلة ارتكز أيضا علي إعداد منظومة الحجز والعلاج عن طريق الإنترنت، وتطبيقها بجودة وشفافية مطلقة، مما حاز علي ثقة المواطن ورضاه، وتكتمل مخرجات هذه المرحلة بطلب الكثير من الدول في إفريقيا وآسيا وأوروبا علاج مواطنيها المصابين بفيروس “سي” في مصر، إيمانا منهم بقوة بروتوكولات العلاج الحديثة التي نطبقها، وثقة في الخبرات الطبية المصرية في هذا المجال.

مبادرة الرئيس

وتؤكد أستاذ الصحة العامة، علي قوة وفاعلية مبادرة رئيس الجمهورية، لمسح 50 مليون مواطن، باستعمال كواشف حديثة للمرض، وعلاج المرضي منهم بالمجان، لافتة إلى أن هذا المسح الصحي لكشف الإصابة بفيروس “سي”، والأمراض المزمنة غير المعدية يعتبر المسح الأكبر في تاريخ الطب، ويعتبر خطوة ناجزه في الارتقاء بصحة المواطن المصري.

وبالإشارة إلي الأمراض المزمنة غير المعدية، تقول شوقي، إن الإصابة بأمراض القلب والجهاز الدوري سبب وفاة 46% من المصريين “طبقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 2017″، مما يؤكد ضرورة سرعة التحرك للكشف والعلاج.

وأثنت مايسة شوقي، على المسح الصحي لـ”50 مليون مواطن”، وعلاجهم بالمجان في 3800 وحدة رعاية صحية أساسية في ظل تقرير منظمة الصحة العالمية بارتفاع عناصر الخطر بين المصريين، حيث يتناول 10% من السكان فقط خمس حصص من الخضراوات والفاكهة في اليوم، ويمارس أقل من الربع 25 % رياضة غير منتظمة، وتصل نسبة السمنة إلي 39.7 %، والتدخين إلي 25% والتدخين السلبي إلي 50%، ويرتبط بهذه المحددات الخطرة وصول نسبة ارتفاع ضغط الدم إلي 25.9%، ونسبة الإصابة بالداء السكري من النوع الثاني إلي 15.5%، وارتفاع الكوليستيرول إلي 19.9%، موضحة أن اكتشاف دواء فعال جديد لعلاج الفشل الكبدي غير المتكافئ لمرضي فيروس يبشر بالخير، لأنه يسد نقص في العلاج المتاح حاليًا، وسينهي رحلة عذاب المرضي، ويفتح أبواب الأمل والعمل لهم.

وطالبت بضرورة إعداد خطة قومية للوقاية من الإصابة بالفيروسات الكبدية، ودمجها في برامج الإعلام والمناهج المدرسية والجامعية، هذا بالإضافة إلى أن عدم وجود خطة للوقاية يهدد نجاح علاج فيروس “سي” في مصر.

اكتمال المنظومة

ويوضح الدكتور جمال شيحة، أستاذ الكبد بجامعة المنصورة، ورئيس ومؤسس جمعية رعاية مرضى الكبد، ورئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن المنظومة الطبية العلاجية لفيروس “سي” ستكتمل بوجود الجيل الثالث الذي أعلن عنه المعهد القومي للكبد في مؤتمره العاشر، والذي يضاف إليه الجيل أول إلي علاج السوفالدي والهارفوني، والكيوريفور، 3 أجيال بالإضافة إلى الدكلانزا، مضيفًا، هناك أيضا الريبافيرين الجديد والزباتير اي كلوز المتوفرين الآن، وبذلك نكون وفرنا كافة أنواع العلاج الذي نحتاجه على مستوى العالم وبأسعار مناسبة للجميع، ونتائج العلاج تتخطى 98%، أما الـ2% الباقية يمكن أن يصبحوا عرضة للفيروس مرة أخري.

ولفت شيحة، بذلك يمكننا الوصول بنسب الشفاء لتصل 100% بعد الجيل الثالث من العلاج، وبهذه تكون المنظومة الطبية للقضاء على فيروس “سي” قد اكتملت، وتوافر الأدوية بأسعار مناسبة ومجانًا لغير القادرين وبالجمعيات الأهلية مثل جمعية رعاية مرضي الكبد بالمنصورة.

بروتوكولات العلاج

وفي سياق متصل، يشدد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد، ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، على ضرورة زيادة كفاءة الأماكن التي يتم بها علاج مرضي الفيروس التهاب الكبدي الوبائي، والعمل على تطويرها حتى نتمكن من إجراء عمليات زرع كبد، وإبرام بروتوكولات علاج التليف الكبدي المتكافئ وغير المتكافئ، موضحًا أن مرضي الكبد الغير المتكافئ هم من لديهم “استسقاء البطن، الاعتلال الدماغي” – ما قبل الغيبوبة الكبدية -، وارتفاع ضغط الوريد البابي، ومرضي الفشل الكلوي”، مشيرًا إلى أن هؤلاء المرضي تكون فترة علاجهم من 3 شهور إلى 6 أشهر على حسب كل حالة.

المصدر : بوابة الأهرام

   

2018-10-02