
بالصور .. وزير الآثار: توابيت خبيئة العساسيف تعود لعائلات الأسرة الـ22 الفرعونية
أكد وزيرالآثار الدكتور خالد العناني أن جميع توابيت خبيئة العساسيف ، التي تعد من أهم الاكتشافات في العصر الحديث ، تعود لعائلات الأسرة الـ22 من الأسر المصرية القديمة وجميعها خرجت لرجال البعثة الآثرية المصرية بقيادة الدكتور مصطفى وزيري في مستوى وعمق متر واحد من سطح الأرض وهو الأسلوب المتبع لتخزين التوابيت في تلك العصور القديمة وتسمى (مخزن ذو بوابة حجرية).
وأضاف العناني – خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم السبت في مدينة الأقصر – أنه من المرجح أن أحد كبار الكهنة قام بجمع التوابيت المكتشفة من المقابر بمنطقة جبانة العساسيف ووضعها في مخزن لحفظها من السرقات في تلك الفترة .. موضحا أن الخبيئة تحتوي على 30 تابوتا منها 23 تابوتا لرجل و5 توابيت لسيدات و3 لأطفال مختلفة الأحجام، وجميعها لم تمس من قبل أو تفتح نهائياً.
وردا على تشكيك البعض في هذا الكشف قبل الإعلان عنه والقول أنها توابيت دفنت عام 1976 .. أجاب وزير الأثار : “إن ما تردد لا يتعدى أن يكون ضمن شائعات مغرضة ليس لها أي أساس من الصحة أو الدليل والهدف منها النيل من أي نجاح تحققه الوزارة ويلفت انتباه العالم إلى مصر وحضارتها”..مناشدا الجميع بالحفاظ على النجاحات التي تحققها الدولة المصرية في كافة المجالات وخاصة مجالي السياحة والآثار لتنشيط حركة السياحة خلال الموسم الشتوي الجديد.
وقدم العناني الشكر للأثريين والمرممين والعمال الذين تحملوا الصعاب من أجل العمل الأثري..معربا عن فخره بعمله مع رجال الآثار بالأقصر حيث إن هذه أول خبيئة تكتشف بأيدي أثريين مصريين.
حضر مراسم الإعلان عن الكشف عالم الآثار الدكتور زاهي حواس ومحافظ الأقصر المستشار مصطفي ألهم.
قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن خبيئة العساسيف التي تضم 30 تابوتا خشبيا خاصة بكهنة وكاهنات معبودات الأقصر للآلهة “آمون وخنسو” من بينها 3 توابيت لأطفال، تعود جميعها للأسرة الـ22.
وأضاف وزيري – فى تصريح له اليوم السبت – أن المجموعة المكتشفة من التوابيت تتميز في توفير الدليل على المراحل المختلفة لطريقة صنع التوابيت في تلك الفترة حيث منها ما هو مكتمل الزخارف والألوان ومنها ما هو في المراحل الأولى للتصنيع ومنها ما انتهى تصنيعه ولكن لم يتم وضع المناظر عليه، ومنها ماتم نحته وتزيين أجزاء منه وتركت الأجزاء الآخرى فارغة بدون زخارف.
وأوضح أن المناظر المنقوشة على جوانب التوابيت تمثل موضوعات مختلفة تشمل تقديم القرابين ومناظر لآلهة مختلفة وكذلك مناظر من كتاب الموتى ومناظر لتقديم قرابين للملوك المؤلهين كالملك أمنحتب الأول الذي عبد في منطقه الدير البحري وكذلك عدد من النصوص التي بها ألقاب لأصحاب التوابيت كمغنية الإله آمون وكذلك نصوص لآلهة مختلفة.
وأكد أن هذه الخبيئة تأتى اليوم كشاهد على فترة تاريخية لعدم الاستقرار انتشرت فيها سرقات المقابر، وقل بناء المقابر الضخمة ولعب فيها التابوت دورا مهما، كمقبرة للحفاظ على الجسد، حيث وضعت المناظر التي كانت توضع سابقا على حوائط المقابر لتجد مكانها على جنبات التابوت.
وأشار إلى أن تلك المناظر والنصوص الممثلة على جوانب التوابيت توضح ارتباط تلك الخبيئة بالمنطقة حيث مثلت مناظر الألهه حتحور والملك أمنحتب الأول واللذين انتشرت عبادتهما في منطقه الدير البحري والتي تعتبر جبانة العساسيف بلا شك جزءا منها.
ولفت وزيري إلى أن اختيار مكان الخبيئة يأتي أيضا لأسباب عديدة منها قدسية المكان وأنه المكان الآمن في جبانه طيبة في وقت لم تسلم فيه حتى مقابر الملوك من السرقة.
وعن طريقة الدفن، قال وزيري إن طريقة الدفن في مجموعات عادة معروفة سابقا حيث وجدت من قبل الخبيئة (باب الجُسس) لكهنة وكاهنات الإله آمون في الأسرة الواحد والعشرين بالقرب من معبد الملكة حتشبسوت وأن اختلفت في عددها وجود توابيتها عن خبيئة العساسيف المكتشفة اليوم فكلاهما يؤرخان لفترات تاريخية انتشرت بها الدفنات الجماعية.
من جانبه..أشار الدكتور الطيب عباس مدير عام الشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير إلى أنه سوف يتم نقل مجموعة التوابيت كاملة بالمتحف المصري الكبير، حيث تم تخصيص قاعة لعرض المجموعة كاملة، موضحا أنه من المقرر نقلها بعد انتهاء أعمال الترميم الأولي على يد مجموعة متخصصة من مركز الترميم من المتحف المصري بالتعاون مع مرممي منطقه آثار الأقصر.
المصدر: وزارة الآثار