اليوم .. قمة العشرين تبدأ اعمالها في الصين بحضور السيسي
تنطلق اليوم الأحد القمة الحادية عشرة لمجموعة العشرين في مدينة هانغتشو ، تحت شعار “بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشيط ومترابط وشامل”،
بحضور عدد من قادة الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، وعدد من قادة الدول الضيوف منهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما يحضر القمة كضيوف رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف، ورئيس لاوس بوننهانغ فوراتشيت، الرئيس السنغالي ماكي سال،
رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، برايوث شان أوشا رئيس الوزراء التايلاندي.
وجاءت دعوة مصر للمشاركة فى قمة العشرين كـ”ضيف خاص” باعتبارها ركيزة للاستقرار السياسى والاقتصادى والأمنى بمنطقة الشرق الاوسط
وتقديرًا للإصلاحات الاقتصادية والمالية التى تنفذها حاليًا والتى مهدت الطريق أمام ابرام الاتفاق بين القاهرة وصندوق النقد الدولى فى أغسطس الماضى
والذى ستحصل مصر بمقتضاه على حزمة من المساعدات المالية تصل قيمتها الى 12 مليار دولار خلال الاعوام الثلاثة القادمة ، علاوة على المشروعات
القومية العملاقة التى دشنتها الحكومة المصرية وفى مقدمتها مشروع قناة السويس الجديدة ، ومشروع زراعة المليون ونصف المليون فدان وغيرها.
وكان نائب صاحب القرار خارجية الصين تشانج مينج – الذى سلم خلال زيارته للقاهرة مؤخرا دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج للرئيس
عبد الفتاح السيسي لحضور القمة الحادية عشرة لمجموعة العشرين – قد أكد أن ” دعوة الرئيس الصيني للرئيس السيسي – الذي يعتبر أخًا عزيزًا
يمثل مصر الدولة الصديقة – لحضور هذه القمة يدل على ثقل مصر فى الدبلوماسية الصينية”.
ووجهت الحكومة الصينية أيضًا الدعوة لزعماء أربع دول نامية لحضور قمة “مجموعة العشرين” هي كازاخستان،
وتشاد / التي تترأس الاتحاد الإفريقي /، ولاوس – رئيس رابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان)، والسنغال رئيس الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا(نيباد)” .
وتضم “مجموعة العشرين” التى تأسست عام 1999 بهدف دعم آليات النمو الاقتصادى العالمى : الأرجنتين ، واستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند واندونيسيا وايطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة ، علاوة على الاتحاد الأوروبى .
برنامج القمةتبدأ أعمال القمة، بكلمة يلقيها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بعد استقباله المشاركين، والتقاط صور تذكارية، يعقبها جلسة،
ثم مأدبة عشاء على شرف الضيوف.
في اليوم الثاني من القمة، يبدأ الزعماء أعمالهم بجلسة حول التنظيم المالي، والعدالة الضريبية والإصلاحات، ثم يناقشون قضايا تتعلق بالنمو خلال غداء عمل.
ومن المرتقب أن يبحث الزعماء قضايا تتعلق بتغير المناخ، والمناطق التي تشهد صراعات، ومكافحة تمويل الإرهاب، ومواجهة أزمة الهجرة، فضلاً عن جلسة حول العوامل المؤثرة في الاقتصاد العالمي.
وفي نهاية أعمال القمة، يقوم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بعقد مؤتمر صحفي، يستعرض فيه نتائج القمة، ويسلم رئاسة دورة القمة المقبلة لألمانيا.
كما سيناقش الزعماء، مدى تطبيق القرارات المتخذة في القمة الأخيرة التي عقدت في نوفمبر الماضي بتركيا، والأعمال التي تهدف إلى نمو شامل ومتوازن ومستدام، فضلاً عن القضايا السياسية وذلك في لقاءات ثنائية بشكل غير رسمي.
قضايا ساخنة على مائدة العشرين
ينتظر ان تبحث القمة عددا من القضايا الساخنة ،حسب وكالة الأناضول:
– التوتر الصيني البريطاني، وذلك بعد قرار رئيسة الوزراء البريطانية تأجيل التوقيع على صفقة ضخمة لإنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء في بريطانيا باستثمار صيني يبلغ نحو ثمانية مليارات دولار.
– التوتر بين الصين وكوريا الجنوبية بعد إعلان الأخيرة عن استقبال درع صاروخية أمريكية على أراضيها.
– العلاقات التركية الأمريكية، حيث يتوقع أن يلتقي على هامش القمة الرئيسان الأمريكي باراك أوباماوالتركي رجب طيب أردوغان في أول لقاء بينهما منذ فشل الانقلاب في تركيا منتصف يوليو الماضي.
– العلاقات الصينية اليابانية التي شهدت توترا في الأسابيع الماضية بشأن المياه الإقليمية، فضلا عن خطةاليابان لإنشاء منظومة صاروخية ضد السفن التي تنتهك مياهها.
من جانبها، ترى وكالة الأنباء الفرنسية أن قمة مجموعة العشرين تبدو بمثابة الفرصة الأخيرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأييركي للتوصل إلى اتفاق حول سوريا وأوكرانيا قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
يذكر أن مدينة أنطاليا التركية استضافت الدورة السابقة للقمة السنوية التي تضم قادة الدول العشرين الأكبر في العالم، حيث تمثل ثلثي التجارة وعدد السكان في العالم، وأكثر من 90% من الناتج العالمي الإجمالي.
العشرين وحزمة الاصلاحات
وتأسست “مجموعة العشرين” بناء على مبادرة من مجموعة السبع الصناعية ، بهدف جمع الدول الصناعية الكبرى مع الدول ذات الاقتصاديات الناشئة كالصين والبرازيل والهند ، لمناقشة الموضوعات الرئيسية التي تهم الاقتصاد العالمى وتعزيز الحوار البناء بين الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة، خصوصًا فيما يتعلق باستقرار الاقتصاد الدولى.
ويلتقي زعماء دول مجموعة العشرين سنويًا، فيما يجتمع وزراء مالية المجموعة ومحافظو البنوك المركزية عدة مرات خلال العام.
ومن أبرز أهداف المجموعة تعزيز الاقتصاد العالمي وتطويره، بالإضافة إلى إصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين النظام المالى ، ودعم النمو الاقتصادي العالمى، وتطوير آليات فرص العمل، وتفعيل مبادرات التجارة الحرة.
وجاء إنشاء مجموعة العشرين ردًا على الأزمات المالية التي حدثت في نهاية التسعينيات من القرن الماضى ، خصوصًا الأزمة المالية الآسيوية عام 1997 وأزمة المكسيك .
وتعد قمة هانغتشو أول قمة لمجموعة العشرين تستضيفها ثانى أكبر اقتصاد فى العالم وتعقد تحت شعار “بناء اقتصاد عالمى إبداعى ونشط ومترابط وشامل ” .
وسيبحث قادة دول المجموعة التي تستحوذ على أكثر من 80 فى المائة من التجارة العالمية، سبل تعزيز النمو الاقتصادي العالمى ، وتجنب أية أزمات مالية جديدة فى ضوء المحفزات الخمسة التى أقرها وزراء تجارة المجموعة مؤخرا لمواجهة الحماية التجارية التي تنامت بشكل يثير القلق ، والتى تندرج فى إطار استراتيجية للنمو التجاري العالمي تشمل خفض تكلفة التجارة ، وزيادة تنسيق السياسات ودعم قرار الاستثمارات العالمية ، وتعزيز تمويل التجارة ، وتحفيز قطاع الخدمات ، ومواجهة الحماية التجارية المتنامية.
وكان زعماء دول مجموعة العشرين قد اتفقوا عام 2014 على تنفيذ حزمة من الاصلاحات لزيادة معدل النمو الاقتصادى العالمى بنحو 2 فى المائة على مدى الاعوام الخمسة القادمة ، الا ان تلك الاصلاحات مازالت معلقة رغم الآمال العريضة التى تبديها كافة دول العالم بشأن إمكانية تحرك دول مجموعة العشرين لدعم التعافى الاقتصادى العالمى باعتبار ان التنمية الاقتصادية تعد شرطًا أساسيًا لتحقيق الأمن وتجنب المخاطر الناجمة عن الركود الاقتصادى .
وستعطى “قمة هانغتشو” اهتمامًا خاصًا لما يمكن للصين – التى تمتلك اضخم احتياطى نقدى أجنبى فى العالم – تقديمه لتعزيز النمو على المستوى العالمى بالرغم من مشكلاتها الاقتصادية وانخفاض نمو ناتجها المحلي الإجمالي فى عام 2015 إلى 9ر6 فى المائة ، وهو أقل معدل خلال ربع قرن وسط توقعات باستمرار الانخفاض أيضا خلال عام 2016.