#
المفتي يدعو العالم للاقتداء بالنموذج المصري للتعايش بين المسلمين والمسيحيين

المفتي يدعو العالم للاقتداء بالنموذج المصري للتعايش بين المسلمين والمسيحيين

أكد فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن “النموذج المصري في التعايش بين المسلمين والمسيحيين يمثل نموذجا فريدا ينبغي لكل الدول أن تتبعه; كونه يطبق التعايش والتناغم بين أفراد المجتمع من مسلمين ومسيحيين يعيشون سويا دون تفرقة كشعب واحد في وطن واحد ويعملون سويا لبناء بلدهم”.

جاء ذلك خلال لقائه، بدار الإفتاء، اليوم الخميس – وفدا أمريكيا رفيع المستوى يضم سياسيين وأعضاء بالكونجرس الأمريكي وممثلين عن الكنائس الأمريكية، ويرافقه رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر الدكتور أندريه زكي.

وأوضح فضيلة المفتي أن “هذا الوضع الفريد هو نتاج تاريخ طويل للشعب المصري، وثق له في الدساتير المصرية، وآخرها دستور عام 2014، الذي أكد على المساواة بين المصريين جميعا في الحقوق والواجبات، بل شدد على ضرورة عدم التفرقة بينهم بسبب الدين أو اللون أو الجنس”.

وقال المفتي إن “مصر قد تجاوزت بفضل الله المرحلة الخطرة التي مرت بها، ووصلت إلى مرحلة الاستقرار بعد إتمام خارطة الطريق بانتخاب مجلس النواب”، مؤكدا أن “كل المحاولات الداخلية والخارجية التي أرادت أن تحدث نوعا من القلاقل بين المصريين لم ولن تفلح; لأن المصريين يمثلون نسيجا وبناء واحدا متماسكا”.

وأضاف أن “الأديان السماوية جميعا تدعو إلى السلام، لذا علينا أن نسعى لتحقيق السلام العالمي، ونحن كمسلمين على يقين بأن الإنسان إنما جاء لعمارة الأرض، وذلك لن يتم إلا بتحقيق السلام والتعاون والتعايش فيما بيننا”.

وتابع فضيلته أن “ما نشاهده من إرهاب الآن لم يعد مقتصرا على دولة أو منطقة بعينها، ولكن العالم أجمع أصبح مهددا بهذا الخطر الذي يؤكد على ضرورة أن تتضافر جهود الدول والهيئات والمؤسسات وتتكامل فيما بينها من أجل حماية العالم من سرطان التطرف والإرهاب”.

وشدد على أن “من يقومون بهذه العمليات الإرهابية مجرمون، ويجب ألا يتم تصنيف هذه الجرائم تصنيفا دينيا; لأن تلك الأفعال بعيدة تماما عن تعاليم الإسلام السمحة”.

واستعرض فضيلة المفتي مجهودات دار الإفتاء المصرية في الداخل والخارج من أجل مواجهة الفكر المتطرف، حيث استفادت الدار من الفضاء الإلكتروني للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس وبخاصة الشباب من مختلف دول العالم، فأنشأت صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدة، وبلغ عدد متابعيها ما يزيد على ثلاثة ملايين ونصف المليون من دول مختلفة.

وأردف: “أريد أن ألفت النظر إلى أن هناك جملة من الإشكاليات التي يجب أن نأخذ منها موقفا مثل الازدواجية في المعايير تجاه بعض القضايا; لأنها قد تعطي مبررا للمتطرفين لتنفيذ عملياتهم الإرهابية الإجرامية”.

ووجه الدكتور شوقي علام رسالة للمسلمين في الغرب بضرورة الاندماج في مجتمعهم الغربي والحفاظ على القوانين مع التمسك بهويتهم الإسلامية، حتى يكونوا أعضاء فاعلين نافعين في مجتمعهم وأوطانهم.

وقال المفتى إن “هناك مسؤولية مشتركة بين البشر تتمثل في التعايش والتعاون سويا من أجل عمارة الأرض”، مشيرا إلى حديث “السفينة” للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي يحث على التعاون بين الناس من أجل النجاة، “فجميعنا في سفينة واحدة”.

من جانبه، أكد الوفد الأمريكي أن العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في الولايات المتحدة يجب أن تقوم على القيم الإنسانية المشتركة، مشيرين إلى أنهم يحاولون القيام بهذه المهمة، ورفض أية إساءة للمسلمين الأمريكيين.

كما أشاد الوفد بجهود فضيلة مفتي الجمهورية وما تقوم به دار الإفتاء من أجل إرساء السلام بين الناس في الداخل والخارج، ومواجهة التطرف والإرهاب.

أ ش أ

2016-03-31