المفتي: إعانة الفقراء أولى من الحج
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن الإنفاق والدفع في مصالح الناس وإعانة الفقراء أولى من الحج النافلة والعمرة النافلة خاصة في هذه الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتحتاج إلى وعي مجتمعي.
وأوضح مفتي الجمهورية – في لقائه الأسبوعي في برنامج “من ماسبيرو” على القناة الأولى بالتليفزيون المصري ونقله بيان لدار الإفتاء اليوم – أن نفقات الحج يجب أن تكون من حلال فلا يرتكب الإنسان أمرا محرما ليصل إلى تحصيل المال المستخدم في أداء تلك الفريضة فالله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وأضاف أن الحج واجب على من توافرت فيه شروط الاستطاعة ، فقد فرض على كل مسلم عاقل بالغ قادر لقوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا}، فينبغي على كل مسلم تتوافر فيه شروط الاستطاعة أن يسارع إلى أداء هذه الفريضة.
وحول وجوب الحج على التراخي أو الفور ، بين مفتي الجمهورية أنه على الرغم من وجود اختلاف فقهي في هذه المسألة ; فإننا ننصح الإنسان بأن يسارع في أداء هذه الفريضة إذا ما توافرت شروط الاستطاعة ، مبينا أن المقصد من الحج هو تهذيب النفس الإنسانية وترقيق القلوب والقيام بالنسك ،موضحا أنه إذا أثمر الحج عن خاصية تهذيب النفس فإن هذه الخاصية يجب أن تستمر ولا تنقطع ، فعندما يستحضر الإنسان هذه الرحلة المباركة لا يفعل ما يغضب الله تعالى.
وأكد مفتي الجمهورية أنه لا بد لهذه الفريضة من استعداد نفسي وروحي فضلا عن الاستعداد المادي والجسماني ، فالحاج مقبل على أداء رحلة أشبه ما تكون برحلة إلى الآخرة لذا عليه أن يتخلص من التبعات ويجعل الدنيا خلف ظهره ، وأن يبادر بالتوبة قبل الحج ، مشيرا أنه إذا كان الحق متعلقا بالله فعليه أن يقلع عن هذا الذنب ويندم ولا يعود إليه في المستقبل ، وعلى هذا النحو يقبل الله توبته ، أما إذا تعلق هذا الحق بالعباد فعليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها.
وطالب مفتي الجمهورية الحجيج عندما يرون بيت الله الحرام أن يكثروا من الدعاء فالدعاء ثمة مستجاب إن شاء الله.
وأشار الدكتور شوقى علام الى أن الحج واجب والزواج سنة ، ونحن نقدم الواجب على المندوب، ولكن إذا كان الزواج هو الطريق المؤدي إلى عفاف الإنسان فإني أنصح بالزواج أولا ثم الحج ، موضحا أن المرأة يجوز لها أن تسافر في رفقة مأمونة إلى بيت الله مع التقيد بالإجراءات القانونية المنصوص عليها.
وعن النيابة في الحج أكد مفتي الجمهورية أنها جائزة بشروط ، فإذا كان الإنسان الذي يحج عنه حيا فلا بد أن يكون عاجزا لا يستطيع القيام بنفسه بالفريضة ، وأن يكون الشخص الذي سوف يحج عنه قد حج وأسقط عن نفسه الفريضة أولا.
أ ش أ