اللواء نصر: أجهزة الاستطلاع المصرية جعلت مواقع العدو كتابا مفتوحا
لعب جهاز المخابرات الميدانية والاستطلاع, دورا كبيرا في حرب أكتوبر 1973, حيث كان المصدر الهام للمعلومات من أجل تنفيذ كافة المهام بدقة عالية, وفي معدل زمني قياسي, وأيضا مع تقليل كبير لحجم الخسائر, خاصة وأن عنصري
الخداع والمعلومات كانا أبرز الأسلحة التي أدت نصر أكتوبر العظيم.
ويقول اللواء نصر سالم أحد أبطال حرب أكتوبر, إن أجهزة الاستطلاع المصرية لعبت دورا كبيرا ومؤثرا في حرب أكتوبر بشهادة الإسرائيليين أنفسهم, الذين قالوا إن أجهزة الاستطلاع المصرية جعلت سيناء والمواقع الحصينة للعدو كتابا مفتوحا أمام الجيش المصري.
وأوضح أنه لم يكن يعرف موعد الحرب لأنه كان مكلفا بمهمة استطلاع لمدة 7 أيام يوم 6 أكتوبر, مشيرا إلى أنه علم بنجاح الضربة الجوية وعبور القوات أثناء قيامه بالصعود إلى الطائرة برفقه مجموعته لتنفيذ المهمة المكلف بها, متابعا: “وصلنا إلى المكان
فوجدناه محاطا بسلك شائك, وتم اختراق السلك وصعدنا إلى أعلى نقطة في الجبل وبدأت تظهر معالم الموقع فكان به مطار إسرائيلي, ولواء مدرع وتم إرسال كافة المعلومات عن الموقع بكل تحصيناته إلى القيادة العامة للقوات المسلحة وتم إرسال الطائرات التي قصفت الموقع والمطار”.
وقال إن أجهزة الاستطلاع بقيت في سيناء منذ يونيه 1967 وحتى أكتوبر 1937 وما بعدها, حيث كان يتم تغيير العناصر باستمرار, وكان بفضل هؤلاء من خلال إعطائهم المعلومات عن كل صاروخ ودانة مدفع وقذيفة سبقها بلاغ من عناصر الاستطلاع لأنهم (الجزء المخفي من جبل الجليد), لافتا إلى أنه لقى تعاونا من أهالي وشيوخ وعواقل سيناء طوال خدمته خلف خطوط العدو وكانوا يتميزون بالوطنية والشجاعة وإنكار الذات.
وأشار إلى أن سيناء محفوظة بعين الله وبفضله وبأيدي أبناء القوات المسلحة ولن يفرطوا فيها لأنها عادت بدمائهم الذكية وهي أمانة في أعناق هذا الجيل ومن بعده من الأجيال القادمة.
وأضاف: “بدو سيناء لديهم روح وطنية عالية وكانوا يرفضون الاحتلال الإسرائيلي رغم محاولة الإسرائيليين الدائمة للضغط عليهم لعدم مساعدتنا أو أن يكون لهم ولاء لغير مصر, تارة بالإغراء المادي وتوفير الكثير من حاجاتهم, وتارة أخرى بالتعذيب والتنكيل بهم ليخافوا ولكنهم أبوا ذلك وتحملوا وقدموا لنا كافة المساعدات الممكنة لإعاشتنا وإخفائنا عن أعين مخابرات العدو ودورياته”.
ولفت إلى أنه مازال تربطه علاقة جيدة مع بدو سيناء حتى الآن, وأثناء عمله كان حريصا على أن يظهر كواحد منهم في العادات والملابس وكل شيء, مشيرا إلى دعم شيوخ القبائل بالإمداد بالدقيق الذي كان يخبز على الشمس, إلى دعمهم بالماء والملابس البدوية.
أ ش أ