الطيب: السحر لا يقلب حقائق الأشياء بعكس المعجزة
أكد فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن السحر السحر لا يقلب حقائق الأشياء ولا يغيرها ولا يؤثر فيها، فهو ليس من خوارق العادات، وإنما هو تخيل يرجع إلى خفة في اليد، أو يرجع إلى الشعوذة، والساحر إنما يؤثر في أعين الناس فيجعلها ترى أشياء لا حقيقة لها في واقع الأمر، مبينا أن الفرق بين المعجزة والسحر يكمن في أن المعجزة حقيقة تؤثر في ذوات الأشياء، كما أنه تستحيل معارضتها والرد عليها بمعجزة أخرى، بينما السحر تخييل يتعامل مع الأعين لا مع الأشياء، كما أن السحر علم يمكن أن يتعلم ويعارض بمثله.
وأوضح إن العلاقة بين النبوة والمعجزة علاقة اتحاد عضوي، فالنبوة أمر خارق للعادة؛ لما تشتمل عليه من أمور تصدم القوانين العادية، ولهذا لا بد أن يأتي النبي بأمر خارق للعادة يثبت به نبوته، ويحمل العقل السوي على تصديقه، وهذا الأمر الخارق هو المعجزة، وأن منكري النبوة كانوا ينطلقون في تكذيبهم للأنبياء من مبدأ استبعاد أن يتصل الأنبياء بالملأ الأعلى مع احتفاظهم في الوقت نفسه ببشريتهم؛ ولذلك طلبوا من الأنبياء برهانا قاطعا على صدق دعواهم لا يترك لديهم مجالا لشك أو ريبة، وليس هذا السلطان المبين الذي طلبه المنكرون إلا المعجزة.
وأضاف فضيلته خلال برنامج الإمام الطيب، أن المعجزة والكرامة كلاهما أمر خارق للعادة، والفرق بينهما أن المعجزة تظهر على يد النبي، ومن شروطها دعوى النبوة، أما الكرامة فتظهر على يد الأولياء من عباد الله الصالحين، وكرامات الأولياء لا تفسر فقط بإظهار الإيمان والعمل الصالح الذي يوفق إليه الولي، بل تفسر أيضا بالأمر الخارق للعادة الذي يظهره الله على أيدي الأولياء، مثل التأثيرات التي يحدثها الله على أيديهم في الأشياء على خلاف العادة، وكل ما يعرف عنهم في هذا المجال من إشراقات ومكاشفات تتخطى الحجب والحواجز.