الرئيس اليمني يدعو الحوثيين إلى سحب مسلحيهم من المدن والمحافظات
طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، جماعة أنصار الله بسحب جميع مسلحيهم من كل المدن والمحافظات بما فيها العاصمة صنعاء فوراً وبدون أي تأخير، واحترام اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي تم التوقيع عليها، وأن يعملوا مع بقية القوى السياسية في استكمال تشكيل الحكومة الجديدة وإلى الشراكة الحقيقية فيها وعدم الهروب منها تحت أية مزاعم سياسية، وإلى تحمل المسئولية المشتركة في بناء اليمن الجديد، داعيا كل القوى السياسية إلى تحمل مسئوليتها التاريخية في هذا الظرف.
وقال هادي، في كلمة خلال اجتماع مجلس الدفاع الوطني أذاعها التليفزيون اليمني، “إننا سنستمر فى عملنا بلا كلل لتجنيب الوطن المزيد من الانهيار والدمار وإراقة الدماء أم إشعال حرب أهلية بخاصة أن هناك من يريد إضعاف الدولة الضعيفة أصلا”.
وأضاف أن اليمن لم يكن أبدا بلدا طائفيا ولن نسمح لأي كان أن يجرها إلى الحروب العبثية تحت أي مسمى يقود لذلك”.. واصفا ما جرى وما يجرى في اليمن بالعبث من قبل أطراف كانت شريكة في صياغة مشروع اليمن الجديد، ولكنها استغلت الأوضاع الاقتصادية وحاجة الناس، فظلت تعمل على افتعال الأزمات وترهيب الناس وتضليل الرآى العام المحلي والخارجي.
وتابع: إن هؤلاء عطلوا الدولة وأجهزتها واليوم يتباكون بأن الدولة ضعيفة وغائبة ويكيلون التهم لغيرهم بالتسبب في ذلك، وهم الذين اضعفوها من زمان وغيبوها لأهداف فئوية وانتقامية لا علاقة لها بمطالب الشعب اليمنى وها هم يدخلون البلد الآن في أزمات جديدة، ليتمكنوا من الانقضاض على ما تبقى من السلطة.
وتساءل موجها كلامه لنصار الله “كيف تحمي مصالح الناس باحتلال المدن بالحرب باقتحام ومداهمة لوزارات وشركات نفطية.. كيف تسمح لنفسها أي جماعة بأن تدعي ممارسة دور الدولة في بسط الأمن والاستقرار وكيف تسمح لنفسها بأن تتحدث عن سوء النوايا من بقية الأطراف، وهي تتقدم عسكريا في ظل عملية سياسية فيها العديد من الاستحقاقات المتبادلة التي لن تعالج إلا بالحوار السلمي والعمل السياسي الصادق”.
وقال الرئيس اليمني: إن “الدولة أخذت على عاتقها محاربة تنظيم القاعدة منذ سنوات طويلة ومعارك أبين وشبوة وغيرها من المحافظات خير دليل، وهناك إجماع شعبي وإقليمي ودولي بضرورة التعامل بحزم مع هذا التنظيم الذي يهدف إلى تقويض أمن واستقرار البلد، لذلك لا يحق لأي جماعة شاركت أو تشارك في العمل السياسي أن تحاول لعب دور الدولة عبر استخدام ذريعة محاربة القاعدة لتبرير احتلال محافظات أخرى وتعكير الأمن والسلم المجتمعي”.
ومن ناحية أخرى ،أكد الرئيس اليمنى أن الضامن الأساسي لحل القضية الجنوبية في شقيها السياسي والحقوقي يقع في وثيقة الحوار الوطني الذي لن يسمح أبداً بالالتفاف عليها، لأنها كانت تجسيداً لمبدأ توافق عليه جميع اليمنيين.
ودعا عبد ربه منصور، شعب اليمن في الجنوب للالتفاف على ما تحقق من إجماع وطني واسع حول قضيتهم ولعدم الانجرار وراء أية دعوات تنتقص من عدالة قضيتهم ومطالبهم المشروعة، موجها رسالة لكل اليمنيين والأشقاء والأصدقاء في الجوار والعالم رسالة تؤكد عزم الدولة على معالجة مظالم الماضي لكل اليمنيين وإعادة الحقوق لأصحابها وتحصين اليمن الموحد من العودة إلى أساليب الماضي التي أسست للتعسف وهدر الحقوق وأساءت لليمن ومواطنين ودولة.
وأكد أن الدولة حريصة على أن تكون هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية مبنية على أسس وطنية خالصة فلا ولاءات لأشخاص ولا لقبيلة ولا فئة ولا الاستئثار لأنفسنا معسكرات وألوية تعمل لمصالحنا الشخصية بل يجب أن نبني مؤسسة نموذجية وألا نخيب آمال شعبنا اليمني في هاتين المؤسستين مجددا.
وأوضح هادى أن الدولة تحملت رعونة البعض وقدمت تنازلات في سبيل التوافق والسلام والأمن والاستقرار ليس ضعفا أو جبنا، ولكن من أجلكم ومن أجل مستقبل الأجيال القادمة، دعيا كل الفرقاء إلى الوقوف مع أنفسهم ويضعون نصب أعينهم مصالح الشعب وأن يقدموا المصلحة الجامعة وقيم التعايش والتآخي والتكامل على كل الأهداف من أجل المضي للمستقبل الأفضل.
ومن جهة أخرى تجددت الاشتباكات بين عناصر جماعة أنصار الله «الحوثيين» وجماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن، بعد ساعات قليلة من إعلان الحوثيين سيطرتهم على منطقة المناسح الاستراتيجية التابعة لمديرية رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، والتى تعد معقل القاعدة، كما أكدت مصادر بالقاعدة انسحابها بسبب شدة القصف المدفعى والصاروخى والغارات من قبل الجيش اليمنى.
وأفادت مصادر قبلية مناصرة للقاعدة، أن سيارة مفخخة إستهدفت تجمعا للحوثيين في المناسح يضم الشيخ ماجد الذهب وعددا من قيادات الحوثيين، مما أسفر عن مقتل الشيخ ماجد الذهب وعدد أخر قدرته المصادر بأكثر من 30 من أتباعه والحوثيين.
وكانت منطقة المناسح قد شهدت أشتباكات مستمرة بين الحوثيين والقاعدة على مدى الـ12 يوما الماضية، ولم تتمكن ميليشيات الحوثيين من أقتحام معاقل القاعدة المتمرسين على حرب العصابات، ولكنهم تمكنوا من السيطرة عليها بعد تدخل الجيش بقصف المواقع وقيام طائرات بدون طيار بقصف هذه المواقع.
المصدر: وكالات