#
الرئيس الفلسطيني:نتعرض لظلم تاريخي وجرائم حرب وإبادة جماعية في ظل غياب العدالة الدولية

الرئيس الفلسطيني:نتعرض لظلم تاريخي وجرائم حرب وإبادة جماعية في ظل غياب العدالة الدولية

أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس، اليوم الخميس، أن الشعب الفلسطينى يتعرض لظلم تاريخى ويرتكب بحقه مجازر وجرائم حرب وإبادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلى أدانتها كافة المحاكم والمحافل الدولية.

وقال عباس – في كلمته أمام البرلمان التركي وبحضور الرئيس التركي- :”جئتكم من أرض فلسطين المباركة أرض الرباط من بيت المقدس وأكنافه، أحمل إليكم آلام وآمال الشعب الفلسطيني الذي يعيش الألم الكبير والنكبة المتواصلة منذ عام 1948 ويواجه جرائم الاحتلال وغياب العدالة الدولية، متمسكا بأرضه ووطنه ومقدساته وحقوقه الوطنية الثابتة ومؤمنا فى الوقت ذاته بأن الله سوف يكلل نضاله الوطني بالنصر والحرية وسيدفع عن شعبه الغمة التي طالت”.

ودعا الرئيس الفلسطيني بالرحمة لأرواح عشرات آلاف الشهداء الذين ارتقوا إلى بارئهم بسبب العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها على الشعب الفلسطيني فى غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والتي كان آخرها الجريمة بحق الشهيد إسماعيل هنية، داعيا إلى قراءة الفاتحة على روحه وعلى أرواح شهداء فلسطين الأبرار.

وقدم عباس التحية للشعب التركي الذي اجتمع تحت قبة هذا البرلمان لنصرة الشعب الفلسطيني ودفاعا عن قضيته العادلة التي يثق أنها تمثل جل اهتمامه ونقاشاته فى هذا المجلس لتضميد جراح الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لظلم تاريخي ويرتكب بحقه مجازر وجرائم حرب وإبادة جماعية أدانتها المحاكم والمحافل الدولية كافة.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس “كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتا على المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال في مراكز الإيواء بغزة والتي كان منها مجزرة مدرسة التابعين قبل بضعة أيام والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد في ليلة واحدة غير مئات الجرحى”.

وأضاف الرئيس الفلسطيني – في كلمة له أمام البرلمان التركي – “إننا نقدر عاليا دور تركيا الرائد في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال ، كما نقدر مواقف مؤسسات المجتمع المدني الرافضة و المنددة للجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا .. مشيدا بقرار تركيا بالانضمام الى الدعوة التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة لدى محكمة العدل الدولية”.

وأكد عباس،أن هدف اسرائيل الحقيقي من حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية والقدس هو اجتثاث الوجود الفلسطيني من أرض وطننا والتهجير القسري للفلسطينيين من فلسطين من جديد كما حدث في 1948 و1967 يريدون أن يكرروا مأساة التهجير الفلسطيني خارج أرضه ووطنه وهو ما لن يكون أبدا مهما فعلوا ومهما حاولوا فشعبنا متمسك بأرضه ووطنه ومقدساته ولن يترك هؤلاء المحتلين الغاصبين مهما بلغت التضحيات.

وأشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمواقف مصر والأردن الرافضة لمخططات التهجير الإسرائيلية،والمتوافقة تماما مع الموقف الفلسطيني والداعمة له في كل المحافل،مثمنا في الوقت ذاته الإجماع الدولي المعارض للمخططات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي.

ولفت عباس، إلى أنه منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن تم استشهاد 40 ألف فلسطيني (طفل وامرأة ورجل)، وإصابة 80 ألفا وفقد 10 آلاف، بالإضافة إلى استشهاد 10 آلاف آخرين في الضفة الغربية، ومع ذلك فإن الشعب الفلسطيني صابر وصامد ولن يخرج من أرضه.

وشدد على أن قطاع غزة جزء أصيل من الدولة الفلسطينية الواحدة الموحدة، وأنه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن ينكسر ولن يستسلم ابدا، مضيفا: “سعيد بناء غزة ونضمد جراح الشعب الفلسطيني بسواعد أبناءه ومساندة الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم في ظل الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية مهما طال الزمن وعظمت التضحيات”.

وأردف الرئيس الفلسطيني قائلا: “إن القتلى ومجرمي الحرب لن يفلتوا أبدا من العقاب على ما اقترفوه ولا زالوا.. من جرائم لن تسقط بالتقادم، وسنواصل نضالنا و كفاحنا لتحقيق العدالة في فلسطين وسنواصل العمل الدؤوب مع المؤسسات الدولية ذات العلاقة وعلى رأسها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، التي أعلنت أن نتنياهو وأحد وزرائه مطلوبين للسجن، فضلا عن الجمعية العامة ومجلس الأمن”.

وأكد أن الشعب الفلسطيني بصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة المستمرة لأكثر من 100 عام وحتى الآن لا يدافع عن أرض وطنه فلسطين ولا عن هويته وحقوقه الوطنية والسياسية والدينية والتاريخية فحسب، بل إنه يقف أيضا في الخندق الأمامي دفاعنا عن الأمة العربية والإسلامية في وجه هذا المشروع الاستعماري التوسعي وفي وجه أطماع الحركة الصهيونية التي تريد الهيمنة على المنطقة كلها ولن نسمح له.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام البرلمان التركي – نحن “نعلم مكانة القدس في قلوب أبناء الشعب التركي كما هي في قلوب المئات من أبناء أمتنا،وهي مهد ورفعة السيد المسيح وهي بالنسبة لكم ولنا خط أحمر، وليس فينا من يفرط بذرة من تراب فلسطين ولا حجر واحد من أحجار القدس التي هي أمانة الدين والتاريخ.

وشدد الرئيس الفلسطيني على أن جميع المؤامرات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات والتي كان آخرها اقتحام وزراء في حكومة الاحتلال للمسجد الأقصى لن تفلح أبدا،مؤكدا أن المسجد الأقصى وهو مسجد المسلمين والكنيسة هي كنيستنا.

وقال الرئيس الفلطسيني محمود عباس ” يتم الحديث هذه الأيام عن سيناريوهات يجري إعدادها هنا وهناك لما يسمى بـ (اليوم التالي للعدوان)، ونحن نقولها بكل وضوح وليسمعها القاصي والداني إن قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية هي وحدة جغرافية واحدة تُشكل الدولة الفلسطينية المستقلة حسب الشرعية الدولية، والتي تحكمها حكومة شرعية واحدة”.

وشدد عباس على أنه دون تحقيق ذلك وتجسيد تلك الدولة الفلسطينية والاعتراف بها لن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار، وستبقى تدور في تلك الدوامة من العنف والعنف المضاد، مؤكدا أن الطريق إلى السلام والأمن يبدأ من فلسطين وينتهى إلى فلسطين.

وأضاف “أنه في سياق مواجهتنا للعدو الإسرائيلي الهمجي المتواصل على شعبنا، فإننا نحيي مواقف الشعوب والحركات في كل قارات العالم، التي انتفضت في وجه الظلم والطغيان وصرخت بصوت عال تدين قوات الاحتلال والدمار الإسرائيلية لارتكابها جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتمييز العنصري في أرضنا الفلسطينية المحتلة”.

وأوضح الرئيس الفلسطيني أن الإنسانية كلها تنتفض في وجه العنصرية والتطرف والظلم والعدوان، مشيرا إلى أنه لا يمكن للمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية أن تبقى صامته أمام التعذيب والتجويع وامتهان الكرامة الذي تتعرض له أسيراتنا وأسرانا، والمعاملة اللاإنسانية للأسيرات والأسرى البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، داعيا الجميع إلى التحرك لوقف تلك الانتهاكات البشعة بحق الأسرى وإطلاق سراحهم جميعا، فهناك أكثر من 10 آلاف أسير وأسيرة لدى إسرائيل بلا ذنب.

المصدر: أ ش أ

2024-08-15