“الحب في زمن الثورة”.. عمل أدبي يؤرخ لثورتي يناير ويونيو
صدرت حديثًا رواية “الحب في زمن الثورة”، للكاتب الصحفي هاني دعبس، وهي رواية تناقش ثورتي الشعب المصري في 25 يناير و30 يونيو، ونضال المصريين ضد جماعة الإخوان خلال سنة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
وتدور أحداث الرواية الصادرة عن دار “اكتب للنشر والتوزيع”، في إطار سياسي اجتماعي حول اثنين من شباب الثورة، طبيبة شاركت في إسعاف المصابين خلال الأحداث، وجيولوجي كان يقود المظاهرات ويطلق الهتافات التي تلهب حماس زملائه.
حيث يتعرفان على بعضهما في خيمة المستشفى الميداني فتنشأ بينهما قصة حب، ويشاركان في جميع الفعاليات السياسية والوطنية، وتتوالى الأحداث حتى تفقد البطلة حبيبها على يد الإخوان، ثم تتابع الرواية ما حدث بعد ذلك حتى إسقاط نظام مرسي والاستفتاء على الدستور والعمليات الإرهابية.
ولم تغفل الرواية كذلك خاصيتها التشويقية وطبيعتها الأدبية اكتفاءً بموضوعها الوطني، فما ذكرناه عن الطبيبة والجيولوجي ليس كل ما في قصة الحب بالطبع، فهناك بقية يجدها القارئ، وهناك أيضا خيوط أخرى للأحداث تتشابك مع قصة الحب، ولا تبتعد كثيرًا عن محور الوطنية، ففي الرواية نصيب لجيل الآباء، ومشاركتهم في الثورتين وآراؤهم في الفعاليات الشبابية وحكاياتهم عن مظاهرات الستينييات، وحتى قصص الحب التاريخية، مما يمنح القارئ متعة الاستكشاف.
وأكد الكاتب أنه ليس هناك تشابه بين عنوان العمل ورواية ماركيز الشهيرة (الحب في زمن الكوليرا) أو أن النص المصري مقتبس من اللاتيني، مؤكدًا أنه ليس هناك اقتباس ولا حتى تشابه، كما أن اسم (الحب في زمن الثورة) لم يأت اعتباطًا ولا تمسحًا في عمل مشهور، فالبطل في الرواية يذكر لحبيبته أنه سيدون قصة حبهما تحت نفس الاسم، وهو ما يوضح اهتمام الروائي بالتفاصيل وأن شيئا كالعنوان لم يأت من فراغ.
وترصد الرواية جرائم الإخوان ضد أبناء الشعب المصري، وما تمارسه قناة الجزيرة من تحريض وكذب، وما يقوم به الإرهابيون ضد الجيش والشرطة والمواطنين الآمنين، وناقشت كذلك دور دولة قطر وافتراءات يوسف القرضاوي حيث التزم الكاتب فيها أيضا بخواص الرواية من تشويق وأسلوب أدبي، بالإضافة إلى استعمال الرموز التي لم تخل من الدلالة..
ويختتم الكاتب روايته بجملة البطلة عن قصة حبها (إلى ما بعد الموت)، وهو ما قد يكون المراد منه توصيف علاقة المصريين بوطنهم من خلال قصة الحب، فالوطنية كذلك لا حدود لها، وخدمة الوطن إنما تنبع من الحب، وذات يوم قال أنطون تشيخوف: (إذا كان في وسعك أن تحب ففي وسعك أن تفعل أي شيء)