الاحتلال الإسرائيلي يستخدم قنابل الإنارة في قرية “المغير” بدعوى البحث عن مُستوطن مفقود
استخدم الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، قنابل الإنارة في قرية المغير (شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية)، والتي يهاجمها المُستوطنون بحماية جيش الاحتلال، بدعوى البحث عن مُستوطن مفقود.
وأسفرت هجمات المستوطنين المستمرة على القرية والمستمرة عن استشهاد شخص واحد على الأقل وإصابة 30 آخرين، وإحراق عشرات المنازل والسيارات.
وأفاد شهود عيان من سكان القرية بأن جيش الاحتلال أغلق كافة مداخل القرية.
وقال نائب رئيس مجلس قروي المغير مرزوق أبو نعيم – في تصريح – إن ما لا يقل عن 1500 مستوطن بحماية جيش الاحتلال، يواصلون أعمال القتل والحرق على المواطنين الفلسطينيين في جميع أنحاء القرية، حيث أحرقوا أكثر من 40 منزلا وسيارة.
وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من خطورة الوضع في قرية المغير حيث يهاجم المستوطنون بدعم وحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي القرية.
وأضاف أن هذه الاعتداءات والجرائم من قبل ميليشيات المستوطنين الإرهابية ما هي إلا نتيجة لاستمرار حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم.
وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن فتى من المستوطنين خرج صباحاً ليرعى مواشي في محيط مستوطنة “ملاخي هشالوم”، قبل أن يختفي أثره.
وهذه المستوطنة أقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة شمال شرق رام الله كـ”بؤرة رعوية غير قانونية” وفقاً لتعريف الاحتلال، ثم منحتها الحكومة الإسرائيلية صفة “الشرعية” في فبراير 2023، إلى جانب 8 بؤر أخرى أنشأت على أراضي الضفة الغربية.
وفوجئ أهالي المغير ظهرًا، بعشرات السيارات ترجل منها مستوطنون مسلحون، وراحوا يتقدمون نحو البيوت الكائنة عند أطراف القرية، تزامناً مع قيام جيش الاحتلال بإغلاق مداخلها ومنع حركة الناس والمركبات منها أو إليها.
وصدحت في أجواء المغير نداءات عبر مكبرات صوت المساجد تدعو الأهالي والجيران إلى النفير والتصدي لهجوم المستوطنين الذي وصفه من شهد على أمثاله في السابق بأنه الأكثر دموية منذ سنوات.
وهب العشرات استجابة للنداء وانطلقوا نحو البيوت الأقرب على طريق “ألون” الاستيطاني، الذي مثل نقطة اقتحام المستوطنين للمغير، وكان بينهم الشاب جهاد عفيف أبو عليا (25 عاماً) الذي اعتلى سطح منزل أحد أقربائه، فوقع ضحية رصاصة صوبها مستوطن فأصابت رأسه وارتقى إثرها شهيداً.
ودعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إلى النفير العام، والتصدي لعدوان المستوطنين على القرية، وقالت في بيان صادر عن مفوضيتها للإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية: “هذه الاعتداءات التي نجم عنها استشهاد مواطن، وإصابة العشرات، وحرق المنازل والممتلكات، تتم بتواطؤ مع جيش الاحتلال وشرطته”.
وأضافت أن عدوان المستوطنين الهمجي بتواطؤ مع جيش الاحتلال على قرية المغير، يتزامن مع العدوان المتواصل على قطاع غزة، ما يؤكد المآرب التصعيدية لحكومة الاحتلال المتطرفة التي تسعى من خلال هذه المجازر الشنعاء إلى تطبيق مخططاتها الإبادية لوجود الشعب الفلسطيني.
ودعت الحركة، المجتمع الدولي إلى إلزام منظومة الاحتلال بوقف عدوانها الهمجي، مستطردةً بأن الصمت الدولي، والاكتفاء بالإدانات الورقية سيؤدي إلى تطورات لا تُحمد عقباها.