“الأوقاف”: الإسلام يدعو للأخذ بالأسباب ولا تناقض بين الإيمان والعلم
قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن الإسلام لا يعرف التناقض بين الإيمان والعلم على الإطلاق، فالعلم قائم على الأخذ الأسباب، والإيمان يدعونا إلى الأخذ بأقصى الأسباب.
وأوضح وزير الأوقاف – في خواطره الرمضانية اليوم الجمعة – أن الحق سبحانه قال في القرآن لكريم: “فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور”، ولم يقل اقعدوا وسيأتيكم الرزق حيث كنتم، وكان سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يقول: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، وفي حديث نبينا (صلى الله عليه وسلم): “لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصا وتروح بطانا”، قال أهل العلم وشراح الحديث: إن الطير تأخذ بالأسباب، فتغدو وتروح، ولا تقعد في مكانها وتقول: اللهم ارزقني.
وأضاف أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : “تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم”، ولم يقل أحد على الإطلاق إن الدعاء بديل الدواء، إنما هو تضرع إلى الله (عز وجل) بإعمال الأسباب التي أمرنا سبحانه وتعالى بالأخذ بها لنتائجها ، فنحن في حاجة إلى الدعاء والدواء معا، وهذا هو حسن التوكل على الله (عز وجل)، مشيرا إلى أنه لم يقل أحد على الإطلاق من أهل العلم إن الفقه بديل الطب بل إن الفقه الصحيح يؤكد أن تعلم الطب من فروض الكفايات، وقد يرقى في بعض الأحوال إلى درجة فرض العين على البعض، وأن ثواب تعلم الطب لا يقل عن ثواب تعلم الفقه، وأولوية هذا أو ذاك ترتبط بمدى الحاجة الملحة إليه، فحيث تكون حاجة الأمة يكون الثواب أعلى وأفضل ما صدقت النية لله (عز وجل).