الأمين العام لجامعة الدول العربية يلتقي برئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة
التقى السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في إطار مشاركته في الشق رفيع المستوى من أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بالسيدة “ماريا فرنانديز إسبينوزا” رئيسة الجمعية العامة.
وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن الأمين العام قدم في بداية اللقاء التهنئة لرئيسة الجمعية العامة بمناسبة بدء توليها مهام منصبها، معرباً عن تطلعه للتواصل معها خلال عام الرئاسة، خاصةً فيما يتعلق بالملفات ذات الأولوية بالنسبة للدول العربية والتي يتطلع إلى ان تلقى الاهتمام الواجب من جانب رئيس الجمعية العامة، ومن بينها ملف القضية الفلسطينية والتي حظيت دوماً بمساندة دولة الاكوادور التي تنتمي إليها رئيسة الجمعية العامة. وأوضح المتحدث الرسمي أن “إسبينوزا” أعربت بدورها عن شكرها وتقديرها لمساندة المجموعة العربية في نيويورك لترشيحها للمنصب، وتطلعها لاستمرار دعم المجموعة لعملها خلال عام الرئاسة، مؤكدةً اهتمامها بقيام تواصل وثيق أيضاً في هذا الصدد مع الأمين العام للجامعة العربية، خاصة فيما يتعلق بالتطورات الهامة التي تشهدها القضية الفلسطينية خلال المرحلة الحالية.
كما عقد الأمين العام للجامعة العربية جلسة مباحثات مهمة مع السيد “أنطونيو جوتيريس” السكرتير العام للأمم المتحدة.
وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن الجلسة شهدت حواراً معمقاً وتبادلاً لوجهات النظر حول التطورات الأخيرة لعدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها المستجدات في منطقة الشرق الأوسط، كما شهدت التطرق إلى المسار الحالي للتعاون الثنائي بين المنظمتين في عدد من المجالات الهامة. وأوضح عفيفي أن تطورات القضية الفلسطينية والأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن حظيت باهتمام كبير في إطار النقاش، حيث حرص الأمين العام على طرح عناصر مواقف الجامعة العربية تجاه هذه القضايا، مؤكداً الدور الرئيسي للجامعة في التعامل معها ومعالجتها وذلك من منطق كونها موضوعات عربية بالأساس، مع الإعراب عن التقدير على وجه الخصوص للاتصالات الحثيثة التي يجريها سكرتير عام الأمم المتحدة من أجل دعم القضية الفلسطينية، وكذا جهوده فيما يتعلق بتسوية الأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن.وقد أكد “جوتيريس” بدوره تقديره للدور المحوري للجامعة العربية في التعامل مع هذه الملفات وحرصه على قيام تواصل وثيق بينه وبين الأمين العام في هذا الإطار.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن أبو الغيط وجوتيريس ناقشا باستفاضة تطورات القضية الفلسطينية واتفقا على ضرورة أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الجهود الرامية لتأمين الحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة وعلى رأسها حقه في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى السعي بجدية لتفعيل القرارات الصادرة مؤخراً عن الجمعية العامة بشأن تأكيد وضعية القدس وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين، مع ضرورة العمل في ذات الوقت على تكثيف الجهد الدولي من أجل توفير الموارد المالية اللازمة لعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بعد وقف الولايات المتحدة لمساهمتها في ميزانية الوكالة، وذلك في ضوء الدور المحوري الذي تقوم به في توفير الخدمات التعليمية والصحية والوظائف للاجئين الفلسطينيين. وأضاف المتحدث أنه تم التطرق أيضاً إلى أخر مستجدات الأزمة السورية وتداعيات التوصل الأسبوع الماضي إلى اتفاق خاص بمدينة ادلب وأبعاد الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي دي ميستورا من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة على أساس مرجعية “جنيف ١” وقرار مجلس الأمن 2254. كما تم تناول أخر نتائج الاتصالات التي يجريها المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة بهدف تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، مع التأكيد على أهمية استمرار التنسيق والحوار النشط القائم في إطار المجموعة الرباعية الدولية المعنية بليبيا والتي تضم الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحادين الأوروبي والأفريقي. واتفق أيضا المسؤولان على أهمية تعزيز الجهود الساعية للتوصل إلى تسوية للأزمة في اليمن لوقف نزيف الدماء بين أبناء الشعب اليمني، مع العمل على تعبئة جهود دولية إضافية لتقديم المزيد من المساعدات في ضوء التدهور الحاد الذي تشهده الأوضاع الإنسانية والصحية في اليمن. من ناحية أخرى، أعرب أبو الغيط وجوتيريس عن رضاهما عن مستوى التعاون الثنائي القائم حالياً بين المنظمتين في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إطار الاتفاق الإطاري الموقع بين الجانبين، مع تأكيد التطلع لأن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون في هذا الصدد. —————