
الآثار: نقل تابوت الملكة تاوسرت من وادي الملوك لمتحف الأقصر
تبدأ وزارة الآثار ، ولأول مرة، خلال الأيام القليلة القادمة فى عرض ،تابوت الملكة تاوسرت، آخر ملكات الأسرة ال 19، بمتحف الاقصر وذلك بعد نقله من مكان اكتشافه ، بمقبرة الملك “باي” (ثض13) بالبر الغربي بمدينة الأقصر، والمغلقة أمام الزيارة.
وأشار الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الاعلي للآثار، فى تصريح اليوم الى أن عملية النقل تمت مساء أمس بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية ووسط إجراءات أمنية من قبل شرطة السياحة والآثار وتحت إشراف فريق عمل من أثريي منطقة القرنة الذين قاموا بعمل تقرير حالة للتابوت لإثبات حالة حفظه قبل عملية النقل، كما قام فريق آخر من المرممين بأعمال الترميم الأولي قبل التغليف والنقل.
من جانبه.. قال الدكتور فتحي ياسين مدير عام آثار القرنة إن التابوت مصنوع من الجرانيت الوردي ومزين بمجموعة من الرسومات التي تصور الأربع آلهات الحاميات وأبناء حورس الأربعة ، بالاضافة الي نقوش الدعوات والصلوات للمتوفي.
وأضاف أن ابن الملك رمسيس الثالث، الأمير “منتوحرخبش-اف” قد أعاد استخدام التابوت الذي عثر عليه عالم الآثار الألماني “التن مولر” داخل مقبرة الملك باي، والموجودة بالقرب من مقبرة الملكة تاوسرت، مشيرا الى أن طول التابوت يبلغ 280 سم وعرض 120 سم وارتفاع 150 سم .
وعن تاريخ الملكة تاوسرت، أوضح الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم ، أن تاوسرت هي آخر ملوك عصر الأسرة التاسعة عشرة، وهي، زوجة الملك سيتي الثاني وأطلق عليها المؤرخ المصرى مانيتون السمنودى ثوريس وحكمت حوالي عامين كملك مصر منفردة، ويعني اسمها القوية وهى آخر امرأة حكمت عرش مصر القديمة.
وقال إن تاوسرت كانت ملكة عظيمة، وعاشت في فترة قلقة للغاية من تاريخ مصر القديمة، وشهدت أحداثا جسيمة، غير أنها أبلت بلاء حسنا بقدر المستطاع، ومن المحزن هو ما تعرضت له هذه الملكة من تدمير وتشويه لتاريخها وآثارها وسرقة مقبرتها والعبث بموميائها من ملوك الأسرة العشرين التالية لها.

وأشار الى أن تاوسرت قد شيدت معبدا غير مكتمل في البر الغربى للأقصر إلى الجنوب من معبد الرامسيوم الخاص برمسيس الثانى ، واتخذت لنفسها مقبرة كملك في وادى الملوك، حيث كان الدفن مقصورا على الملوك، وحملت مقبرتها رقم 14 بين مقابر الوادى.
وأوضح أنه بدأ العمل في هذه المقبرة في عهد الملك سيتى الثانى، وربما كانت مخصصة لدفن سيتى الثانى وتاوسرت، وتم توسيعها في عهد مشاركتها في الحكم، ثم ثانية في عهد حكمها، ولم يتم الانتهاء منها عند وفاتها، واغتصب المقبرة ست نخت، أول ملوك الأسرة العشرين، ووسع المقبرة لتصبح واحدة من أطول مقابر وادى الملوك.
وتابع انه رفع منها دفنة تاوسرت (وغير معروف أين هي الآن)، وأعاد دفن سيتى الثانى في مقبرة رقم 15 في وادى الملوك، غير أن القدر كان بالمرصاد، فتمت سرقة مقبرة ست نخت نفسه بعد ذلك، وتمت إعادة استخدامها في عصر الانتقال الثالث الذي يبدأ مع الأسرة الحادية والعشرين التالية لأسرته.
وتم تصوير تاوسرت كملك حاكم في مقبرتها، وتم تزيين مقبرتها بكتب عدة من كتب العالم الآخر المعروف في مصر القديمة، مثل كتاب البوابات وكتاب الكهوف.
وأكد انه لم يتم العثور على مومياء تاوسرت، إلى الآن، وإن كان يعتقد أنها قد تكون صاحبة المومياء الموسومة ب.المرأة غير المعروفة د/، والمكتشفة في الخبيئة التي تم اكتشافها في مقبرة الملك أمنحوتب الثانى، رقم 35 في وادى الملوك، والموجودة حاليا في المتحف المصرى في ميدان التحرير.