أمريكا تحذر الصين من زعزعة استقرار المنطقة
وكان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل قال في لهجة قوية غير معتادة خلال منتدى لأمن آسيا والمحيط الهادي إن الولايات المتحدة ملتزمة بإعادة التوازن الجيوسياسي للمنطقة “ولن تغض الطرف عندما تواجه المبادئ الأساسية للنظام الدولي تحدياً”.
وأردف قائلاً في كلمة أمام منتدى “شانجري-لا ديالوج” الأمني في سنغافورة: “في الأشهر الأخيرة قامت الصين بأعمال منفردة مزعزعة الاستقرار مؤكدة مطالبتها في بحر الصين الجنوبي”.
وأضاف هاغل إن الولايات المتحدة لم تأخذ موقفاً بشأن مدى أحقية المطالب المتضاربة بالسيادة في المنطقة ولكنه أردف قائلاً: “نعارض بحزم استخدام أي دولة للترهيب أو الإكراه أو التهديد بالقوة لتأكيد هذه المطالب”.
وعقد هاغل فيما بعد اجتماعاً ثنائياً مع نائب رئيس أركان الجيش الصيني اللفتنانت جنرال وانغ جوان تشونغ الذي عبر عن دهشته بسبب التصريحات الأمريكية.
وقال وانغ في بداية الاجتماع موجهاً حديثه لهاجل “كنت صريحا للغاية هذا الصباح .. وبصراحة بشكل فاق توقعاتنا. وعلى الرغم من أنني أرى أنه لا أساس لهذه الانتقادات فأنني أقدر صراحتك وسنقابلها بصراحة من جانبنا”.
وفي بكين نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الرئيس الصيني شي جين بينغ قوله إن الصين لن تبادر بعمل عدواني في بحر الصين الجنوبي لكنها سترد إذا أقدمت دولة أخرى على مثل هذا العمل.
وأضاف أثناء اجتماع أمس الجمعة مع رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق: “لن نثير المشاكل أبداً لكننا سنرد بالطريقة اللازمة لاستفزازات الدول المعنية”.
وقال وزير الدفاع الياباني ايتسونوري اونوديرا إن طوكيو تلحظ “بيئة أمن إقليمي حادة على نحو متزايد”. وأضاف: “من المؤسف أن هناك مخاوف أمنية في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي.. يجب أن تلتزم اليابان وكذلك كل الأطراف المعنية بسيادة القانون وألا تحاول أبداً تغيير الوضع الراهن من جانب واحدة بالقوة”.
وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي كله تقريبا وترفض مطالب أخرى بالسيادة من تايوان وبروناي وفيتنام والفلبين وماليزيا. وتتنازع اليابان والصين السيادة على جزر في بحر الصين الشرقي.
وتصاعد التوتر في الأسابيع القليلة الماضية بعدما نقلت الصين منصة نفطية إلى مياه تطالب فيتنام بالسيادة عليها وقالت الفلبين إن بكين ربما تبني مهبطا للطائرات في جزيرة متنازع عليها.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس الجمعة أمام المنتدى نفسه إن طوكيو ستعرض “الحد الأقصى من الدعم” لدول جنوب شرق آسيا في جهودها لحماية بحارها ومجالها الجوي، وذلك في الوقت الذي طرح فيه خطته كي تقوم اليابان بدور أمني أكبر على الصعيد الدولي.
وقال آبي إن بلاده ستقدم زوارق دورية لخفر السواحل في الفلبين وفيتنام. وشرح آبي أيضاً حملته المثيرة للجدل لتخفيف القيود التي يفرضها دستور ما بعد الحرب السلمي، والذي يمنع الجيش الياباني من القتال في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية.