#
اليوم.. انطلاق قمة مجموعة العشرين بتركيا لبحث الحالة الراهنة للاقتصاد العالمي

اليوم.. انطلاق قمة مجموعة العشرين بتركيا لبحث الحالة الراهنة للاقتصاد العالمي

تنطلق، اليوم الأحد، في مدينة أنطاليا التركية، أعمال قمّة مجموعة العشرين (G20 ) بمشاركة عدد من رؤساء وقادة الدول الأكثر نفوذًا على الصعيد الاقتصادي والسياسي في العام.

وتترأس تركيا بصفتها إحدى الدّول المنضوية تحت لواء مجموعة “العشرين” الاقتصادية، القمّة في دورتها الحالية، والتي كانت تولّتها في 1 ديسمبر/كانون الأوّل، وهي القمّة العاشرة التي تعقدها المجموعة، حيث ستتفتح بخطاب للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، وتستمر على مدار يومي 15و16 نوفمبر/تشرين الثاني.

ويعتبر اجتماع قادة مجموعة العشرين منصة دولية ذات أهمية بالغة، حيث يطرح قادة الدول خلالها أهم القضايا الاقتصادية العالمية، ويسعون لبحث سبل حلّها، بالإضافة إلى القضايا السياسية والدبلوماسية.

وتضم مجموعة العشرين (G20) الدول الصناعية الكبرى والنامية في العالم، والتي تمثل 90 في المائة من الاقتصاد العالمي، ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وبريطانيا، واليابان، وكندا، والمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وأستراليا، والمانيا، والأرجنتين، والبرازيل، والهند، والصين، واندونيسيا، والمكسيك والسعودية، وجنوب أفريقيا وجمهورية كوريا والإتحاد الأوروبي.

وأقام الرئيس التركي، مساء السبت، مأدبة عشاء على شرف عدد من رؤساء الدول والحكومات الذين وصلوا إلى أنطاليا للمشاركة في القمة، ومن المقرر أيضًا، عقد جلسات مجموعة العشرين للأعمالB20، والتي تم تشكيلها بمبادرة من تركيا لمناقشة المسائل المتعلقة بالتوظيف ولتبادل الأفكار حولها.

ووصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فجر الأحد، إلى أنطاليا للمشاركة في أعمال القمّة، حيث كان باستقباله وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي في مطار المدينة الدولي، وإلى جانبه والي أنطاليا معمر ترك، ورئيس البلدية مندرس ترال، ومسؤولين آخرين.

ومن المنتظر أن يجري “أوباما” مع نظيره التركي “رجب طيب أردوغان”، مياحثات مشتركة في لقاء ثنائي بينهما على هامش لقاءات القمة، يعقدان بعده مؤتمرا صحفيا مشتركا.

واستقبل الرئيس التركي خلال اليومين الماضيين عددا من زعماء الدول الذين وصلوا إلى أنطاليا، ومن ضمنهم رئيس الوزراء الأسترالي “مالكولم تورنبول”، ورئيس الوزراء السينغافوري لي سين لونغ، الذي وقعت بلاده عقب لقاء جمعه بالرئيس رجب طيّب أردوغان اتفاقية تجارة حرة بينها وبين تركيا.

ووصل خلال الأيام الماضية، خادم الحرمين الشريفين ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، بالإضافة إلى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ووزيرة الاتحاد الأوروبي التركية “بريل دة دة أوغلو”، فيما اعتذر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن المشاركة في أعقاب الهجامت الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة باريس يوم الجمعة، وخلفت نحو 129 قتيلا وعشرات الجرحى.

تدابير أمنية

وعززت السلطات التركية الإجراءات الأمنية في ولاية أنطاليا، عقب الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس.

وتقوم عناصر من القوات الخاصة التركية، بمناوبات على أسطح الفنادق المجاورة للمكان المقرر لعقد الاجتماع الثنائي بين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، ونظيره الأمريكي “باراك أوباما”، الأحد، على هامش القمة.

وشددت السلطات الإجراءات الأمنية من الجو والبر، في محيط المنطقة التي سيعقد فيها أردوغان لقاءات ثنائية مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، والعاهل السعودي “سلمان بن عبد العزيز آل سعود”، والرئيس الصيني “شي جين بينغ”.

وأكد والي أنطاليا معمر توركر أن 12 ألف عنصر من الشرطة وقوات الدرك سيتخذون التدابير الأمنية اللازمة لتأمين انعقاد القمة في الولاية، مؤكداً أن جميع الوحدات الأمنية تبدي أهمية قصوى لأمن القمة.

وأشار توركر إلى أن من بين التدابير، اتخاذ إجراءات أمنية في المطار، مؤكداً أنهم نصبوا أنظمة كاميرات وتعرف على الوجوه واللوحات، حيث تم تركيب أكثر من 350 كاميرا مراقبة في المطار ومنطقة الفنادق في “بَلَك” التي ستعقد فيها القمة، كما ستتخذ فرق خفر السواحل التدابير اللازمة من البحر.

وبيّن أنه في حال موافقة السلطات العسكرية، والمديرية العامة للطيران المدني، سيتم اتخاذ تدابير أخرى من خلال إعلان منطقة حظر طيران.

ولفت المسؤول التركي إلى أنهم اتخذوا كافة التدابير اللازمة، للتعامل مع المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية السلمية في حال وقوعها، وذلك وفقاً للقوانين التظاهر في البلاد، موضحاً أنهم لن يسمحوا بتنظيم مسيرات في منطقة انعقاد القمة.

وأشار إلى أن جميع الخطط وُضعت لمواجهة أسوأ الظروف والسيناريوهات، وأن كافة التدابير الصحية اتخذت لمواجهة الحالات الصحية المحتملة، حيث تم تحديد المستشفيات للحالات الطارئة، وخُصص فريق طبي واحد على الأقل لكل وفد مشارك في القمة، إلى جانب تخصيص 68 سيارة إسعاف و3 مروحيات إسعاف.

وأضاف توركر أن 46 فندقاً تقع ضمن منطقة انقعاد القمة، من بينها خصصت 30 لوفود الدول، و16 لوفود المنظمات المجتمع المدني، متوقعاً مشاركة ثلاثة آلاف صحافي من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتغطية الحدث.

وكانت السلطات التركية أعلنت في وقت سابق أنه لن يُسمح سوى للأشخاص المصرح لهم بدخول مركز منطقة بَلَك، في الفترة من 11 وحتى 17 نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، كما لن يسمح في تلك الفترة، بإقامة أي فعاليات في الفنادق الـ 30 المخصصة لوفود الدول.

وجهزت الفنادق لاستقبال قادة الدول ووفودها، حيث تم تغيير زجاجات نوافذ غرف الفنادق وبقية الغرف المهمة بزجاج مضاد للرصاص، وإزالة قطع الأثاث المتحركة من الغرف التي سيقيم بها القادة، أو تثبيتها تلبية لمطالب بعض الوفود.

وتمثل دول مجموعة العشرين 90% من الاقتصاد العالمي، و80% من التجارة الدولية، وثلثي سكان العالم. وبدأت المجموعة في تنظيم اجتماعاتها على مستوى القادة، منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وخلال السنة الواحدة لرئاسة تركيا مجموعة العشرين تم عقد أكثر من 70 اجتماعا رسميا بين وزراء المالية ووزراء العمل والطاقة والزراعة.

وتعنى المجموعة التي تأسست عام 1999 بالقضايا الاقتصادية العالمية، وتحولت مع مرور الوقت إلى ما يشبه القمة الاقتصادية السياسية، وخاصة بعد فتح الباب أمام مشاركة رؤساء الدّول فيها منذ عام 2008.

تي آر تي

2015-11-15