وشن مرشحون للانتخابات الفرنسية هجوما لاذعا على سلطات بلادهم بسبب موافقتها على زيارة وزير الخارجية التركي

للبلاد للترويج لحملة الرئيس رجب طيب أردوغان لتعزيز صلاحياته عبر الاستفتاء، معتبرين موقف الرئيس فرانسوا هولاند

“فاضحا” مع أردوغان الذي “يمثل خطرا على الديمقراطية”، من وجهة نظرهم. 

واستخدم أردوغان بدوره عبارة “الفاشية” يومي السبت والأحد لانتقاد كيفية تعامل هولندا مع الوزراء الأتراك.

لكن وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره أوضح موقف بلاده، وبقية الدول التي تصدت لـ”ممارسة الدعاية السياسية

بين المهاجرين” في ألمانيا، مما يشير إلى لهجة ألمانية أكثر حدة مما سبق مع تصاعد خلاف بين تركيا ودول أوروبية.

وواصل أردوغان تصعيده حين دعا المنظمات الدولية “لرفع أصواتها” ضد هولندا، التي توعدها بـ”دفع ثمن” معاملتها لوزيرين تركيين.

ولم يسلم أردوغان من فرنسا، بعد أن اتهم مرشح اليمين فرانسوا فيون الرئيس الاشتراكي هولاند بـ”الابتعاد بشكل فاضح عن

التضامن الأوروبي”، لأن تجمعات تركية عدة مماثلة ألغيت خلال الأيام الماضية في ألمانيا والنمسا وسويسرا وهولندا.

وقال فيون في بيان “كان لا بد من اتخاذ موقف مشترك إزاء الطلبات التركية، وكان من الأفضل لو منعت الحكومة الفرنسية تنظيم هذا التجمع”.

ووصف المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون تصريحات أردوغان بـ”غير المقبولة”، مضيفا “على بلادنا ألا تقبل بأن يحصل أي انفلات

على أراضيها ولا أي هجوم على ديمقراطيتنا أو على حلفائنا وقيمنا”.

وقال في الإطار نفسه المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية بنوا آمون أن “دور فرنسا لا يقضي بأن نمنع نقاشا رغم خلافاتنا مع

أردوغان”، قبل أن يضيف “إلا أن على تركيا أن تعود إلى المنطق، وعندما تقرر ألمانيا أو هولندا عدم الترخيص لقيام تجمع فإن

المقارنة مع النازيين لا يمكن تبريرها بأي شكل”.

وفي السياق نفسه قال المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية هنري غينو أنه ما كان على فرنسا أن توافق على إقامة هذا

التجمع، معتبرا أن الرئيس التركي “خطر على الديمقراطية والسلام في العالم”.

أما وزير الخارجية جان مارك إيرولت فقد اعتبر أن هذا اللقاء في ميتز يأتي في إطار احترام “حرية التجمع” ودعا إلى “التهدئة” بشأن الأزمة بين هولندا وتركيا.

وشكر أردوغان، الأحد، لفرنسا سماحها بزيارة تشاوش أوغلو وهنأها لأنها “لم تقع في الفخ”.

ويعيش في فرنسا نحو 700 ألف تركي أو فرنسي من أصل تركي، بينهم 160 ألفا في شرق البلاد. وهناك 70 ألفا منهم سجلوا على اللوائح الانتخابية التركية، ينتخب منهم عادة نحو 60 في المئة.