خبير آثار: علاقات مصر بأفريقيا عمرها أكثر من 3500 عام
أ ش أ
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن علاقة مصر بأفريقيا بدأت منذ عام 1503 ق.م وتجسد ذلك فى رحلات قدماء المصريين إلى بلاد بونت, وهى فى رأى الكثير من الباحثين تشمل المناطق الأفريقية والآسيوية المحيطة بباب المندب وعلى محور الصحراء الكبرى لافتا إلى أنه قد وجدت أدلة على المؤثرات الحضارية المادية والثقافية بين بعض قبائل نيجيريا وغرب أفريقيا وبين القبائل النيلوتية في أعالي النيل وفى محور شمال أفريقيا.
وقال ريحان فى تصريح له اليوم إن الملكة حتشبسوت, التي حكمت من عام 1503 إلى 1482 ق.م , أرسلت فى العام السادس أو السابع من حكمها خمس سفن ضخمة إلى بلاد بونت أرض البخور لإحضار منتجات تلك البلاد إلى مصر تحت قيادة القائد نحسي وقد بدأت رحلتها من أحد موانئ البحر الأحمر قرب وادى الجاسوس بالصحراء الشرقية وأضاف أن رحلاتها تعد دراسة متكاملة عن ثروات بلاد بونت صورتها على جدران معبدها الشهير بالدير البحري.
وأشار إلى أن هناك تقارب ثقافي بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإفريقية سجلها كتاب من إفريقيا في كتاباتهم عن ملامح التشابهه بين الفن المصري القديم والفنون الأفريقية ومنهم الكاتب السنغالي “شيخ أنتا ديوب” فى كتابه الأصول الزنجية للحضارة المصرية الذى صدر عام 1995 وتابع ريحان أن موسوعة سليم حسن تضمنت علاقات مصر بأفريقيا ليست من عهد حتشبسوت فقط ولكن منذ عصر الأسرات الفرعونية وحتى نهاية الدول القديمة لمعرفة المصرى القديم
بقيمة ثروات هذه الدول وإرسال البعثات لها, كما ذكر أن أول رحلة مدونة لبلاد بونت كانت فى عهد “سحورع” في الدولة القديمة وقد جلب منها المر ومعدن الإلكتروم والأخشاب بكميات كبيرة وكان يتم شحن المر والبخور من اليمن والأقاليم الإفريقية الواقعة علي البحر الأحمر كما جلب المصري القديم الذهب والأبنوس من قلب إفريقيا.وأكد أن المصري القديم
لم يكتف بالعلاقات التجارية مع بلاد بونت بل سجل الواقع الحضاري والثقافي لهذه البلاد في مناظر البيوت التي صورت على هيئة أكواخ مقامه على دعائم ويصعد الى كل منها بسلم ومناظر رعى الماشية والخيمة التي نصبها المصريون لاستقبال عظماء بونت الذين قدموا لتحيتهم وقد قدم لهم المصريون الخبز واللحم والفواكه وكل شئ من مصر طبق لتعليمات القصر الى جانب مناظر تمثل المبعوث المصري أمام الخيمة وأمامه كومة من البخور قدمها له زعيم بلاد بونت الذى حضر ومعه زوجته ومعها أحد الأتباع محملا بالهدايا.
واوضح انه تم تصوير طريقة نقل أشجار البخور بجذورها فى سلال مليئة بالطين بواسطة الجنود المصريين ويفصل المناظر مجرى مائى صورت فيه مناظر مختلفة من أسماك البحر الأحمر وكلها تدل على ذكاء الفنان المصرى وملاحظاته الدقيقة وقدرته على نقل المناظر الطبيعية التي توضح البيئة وتسجيلها بكل دقة , كما صورت مناظر شحن السفن الكبيرة